رحلة لامتشاق الظل
........
في قعرها الأشياء ..يحتقن البرد
حتى اللمى في قاع الشفاه
يرتكم الخوف على قارعة الوقت المستباح
هي الحرب ترسم ظل الأشياء والريشة ظلها
تربكه في ساح خافتة اللهاث
حتى قعقعة سكوتها تخرّش آذان الزنابق والسنابل
......
قافلة تمضي
بعد أن تعصر ليلها في أوانٍ من إستبرق ودخان
سرابٌ طريقها ..
كحليٌ مثل بحر هائج لا يمل ابتلاع السفائن الحبلى
الشمس بلا ظل لتحرقه
والأرض بلا ظل ليسترها
هكذا يقول البدر حين يكون في محرق الظل تماما
يتلوى مثل غجرية يغتصبها الرعاع
..
لا ينداح اللون يهرب مثل قصيدة بلهاء
يلقيها شاعر سكّير
في مرابع دمنة ..مهرجان
حيث لا فرق ما بين الحروف
وما بين اللغات
......
ويكأن الإنسان أتى كي يثير الأرض
لا أن يرويها بالدماء
فيذبل الورد .ويذبل الصهيل
يحرثها بقرن ماعز كانت تلعق دويّ العشب
الذي نما على أنقاض أوغاريت ومعلولا
حيث كان المسيح يرفض أن يبايع امبراطور روما
وحيث كانت الصحراء ترفض أن تبتلع ما تبقى
من أسارى حروب القبائل ما قبل ذي قار
وبعد ان تسوّر بنو قريظة جدران القدس والأقصى
أحصنة العروبة صدئت سنابكها قي الرمل
ومن ذكرى ذات الصواري صارت تخاف البحر
الذي ما زالت أمواجه تتخافت في اضطراد
تبحث عن معاوية جديد
..
الأرواح هي ذاتها ما زالت تسافر عبر مسامات الضوء
تنفذ من ثقوب الماء
تشبه الكمأة في معالجة الرمد الذي ألهب عيون الموتى ..والشهداء
رمد من ألم
حيث لم تُقَم عليهم صلوات الجنازة في المدن المهاجرة نحو الأفول
وحيث نسينا الفاتحة
ودعاؤنا صار غثا من صدأ العقول
..
ما زالت ذاتها الأشياء بعد انكسار الضوء في بؤرة العدم الأخير
الليل ما زال ليلا مدلهما
والساهرون أصيبوا بعتمة الألوان
والشهداء يرقصون على أجداثهم
والبرد ما زال باردا يشبه الشعر
بعدما رحلت القادسية وميسلون
..
هذي دمشق غزا الشيب ضفائرها
وابيضّت عيون الحزن
ماذا ترى بعد سقوط الوردة الحمراء ..تذبل في قعر جمجمة
ونرحل في الصدى
والجمر يطفئه الحنين
لا ..
الجمر جذوة يشعلها الأسى
وجوه معفرة بالغياب
ورحلة لامتشاق الظل
لكنه الظل مفتقد تماما
هذا ما تقول الحرب