قُدسيّةُ المِقلاعِ والحِجارةْ
خِيانةٌ مُمَنطَقةْ
في صورةٍ مُمزقةْ
جمَّعتُها لينجليْ
وفاؤنا السَّمَوْأَليْ!
مُخيَّمٌ.. بيَّارةٌ.. أشجارُ توتٍ سامِقةْ
وبيدَرٌ وكرمُ لَوزٍ صابرٌ على السهامِ الحارقةْ
وصُرَّةٌ محمولةٌ على كواهلِ النساءْ
والدّربُ فاجِرٌ مُمَدَّدٌ بلا انتهاءْ
جُمَّيْزَةٌ أغصانُها عتيقةْ
تُصارِعُ الحقيقةْ:
-والأفْقُ يكتسي باللازَوَردِ والسكونْ-
هل يفعلُ المُفرِّطونْ؛
ما إنهُ يُثَبِّتُ السَّحائبَ البيضاءْ
على حقولِنا الجرداءْ
-تلك السحائبَ العقيمةْ-
والرَّايةَ البيضاءْ
على مشارِفِ الهزيمةْ؟
أَيصبِرُ النخيلُ مثلما تصبَّرَ التَّمُّورُ واليَمامْ
على تقاعُسِ الأشاوِسِ العِظامْ
وتركِ مِقْوَدِ السنينِ والوِلدانْ؛
في قبضةِ السَّجَّانْ؟
وتحت غيمةِ المُجونِ والأحزانْ؛
يُكَبَّلُ الفُرسانْ
وفي ضفائرِ الزمنْ؛
تَبْقى ملامِحُ المِفتاحِ والسَّكنْ
وينحني للريحِ زنبَقُ الوطنْ
لِتهرَمَ الهمومُ في مدارجِ الشَّجَنْ
وتحمِلَ الأوتادُ في الخِيامْ؛
حقائبَ السَّفَرْ؛
-في جَيبِها الأحلامْ-
ومِلْئُها الأوجاعُ والأقلامْ
تؤرِّخُ الغيابَ فوقَ جبهةِ الحَجَرْ
وترصُدُ الحكايةْ:
أزِقَّةَ المُخَيَّماتِ في الشَّتاتْ
شواطئَ الرحيلِ والصَّواري الدَّامعاتْ
وحُرقةَ الأقصى بلا خيولٍ صافِناتْ
قَرَنْفُلاً ما زالَ صابرًا يُعانِقُ الحياةْ.
والنَّرجِسُ الحزينْ؛
أشذاؤهُ أنينْ
ولونُ الياسَمينْ؛
يغتالُهُ الحنينْ
ودمعةُ الزيتونْ؛
تُؤرِّقُ الغُصونْ
وشهقةُ الليمونْ؛
ترتدُّ في حَناجِرِ التِّلالْ
فتملأُ الرِّمالْ؛
مدامِعَ الذِّكرَى وبُندُقيّةَ النِّضالْ
***
(درويشُنا) مُعانِقًا كُوفيَّةَ الظُّنونْ
يغفو على حُلْمِ التواصُلِ المُمَوْسَقِ الميمونْ
(يا أمَّنا انظري أمامَ البابِ إنَّا عائدونْ)
لَم تدرِ يا درويشُ أنَّا خانعونْ
وقبل صيدِ الدُّبِّ نقسِمُ الفِراءَ بالجُنونْ
أمام سطوةِ الدّولارِ والأعداءِ.. راكعونْ
نثغو كما الشِّياهِ..عند الذَّبحِ صامتونْ
خُصورُنا مُزَنَّرةْ ؛
بِفُرقَةٍ مُدَمِّرَةْ
والسُّمُّ كأسٌ مِلْؤُها: الغدرُ والمؤامرةْ!
***
لكنّ نَيْسانَ الأمانيِّ الحِسانِ يمتطي
رِهانَنا على قُدسيّةِ المِقلاعِ والحِجارةْ
يُعَبِّدُ الطريقَ للنُّجومِ بالجَسارةْ
ويَرفِدُ الوفاءَ بالسَّمَوأليَّاتِ البِشارةْ
وينقِلُ المِفتاحَ مِن منازلِ السَّرابْ؛
إلى مَباءاتِ الإيابْ
وما انتهتْ لآلئُ الغَوَّاصِ في أحلامِنا العِذابْ
فلَمْ تزلْ جُمَانَةٌ سِحريَّةٌ تقولْ:
بداخلي ما زالَ فارِسٌ مُخَبَّأٌ مَأْمولْ؛
يُدَبِّرُ الوصولْ
مِن بينِ أهدابِ الضَّبابْ
وَدُجْيَةٍ عَلا ظلامَها العُبابْ
ستُشرِقُ الشموسُ يَغْرُبُ اليَبَابْ
وَتَنْبَري شقائقُ النُّعمانِ تَرقُبُ الغُرابْ؛
مُغادِرًا.. ويكتُبُ النخيلُ ما رآهُ في كتابْ
فلْتُسكِتي يا قُدسُ جَمرةَ العِتابْ
ولْتُطفِئي مجامِرَ الشجونْ
ولْـتُخبِري فَيروزَ أنَّا عائدونْ!
*****
15/5/2013
خمسةٌ وستون عامًا وما زال مسلسلُ التنازلاتِ مُستمرًّا!!!
بلغتِ الآن15/5/2017 تسعةً وستينَ عامًا وما زالَ العرضُ مُستمرًّا