بِكمّ الألم الذي تُحدثه في ذاكرتي تلكُم الأحداث
تحتلّني رغبةٌ في إستنساخ دواخلي حِبراً عسى نِصفُ صدريَ الأيسَرُ يَسكُن مِنك
فالتَفاصِيل الصَغيرة التي قد أنثرها بِك حينَ عبَرت نبضي وَ إحتللتَ جدران ذاكرتي
باتت عصيّة الذوبان مني وَ كأنها جُزءآُ من تكوينِ ذهني مُذ بدءَ التكوين وَ كُنت نُطفة
سيدي ,,,
لا أعي تماماً متى بدأ الأمر وَ لكنني أدرك كيفَ بدأ ,,
وَ إن إجتاحتكَ الحاجة على لومي عن نسيان ورقةِ تقويمٍ يحتلها تاريخٌ لَك ذات يومٍ بائس ,,
فذلِك لا يعنيني مُطلقًا
وَ إبحث لي عن عُذرٍ وَ لو كان كـ " لا أحد يحتفِظ بتواريخِ أيامه العقيمة "
أو " نُدرٌ هم من يَحتفُون بِذكرى ولادة الألم الأول" لا أحد ,, وَ لا حتّى أنا .
سيدي ,,,,
إنّ الأمر بدأ عندما تخلّيتَ عنّي وَ أصبتني بِشيءٍ يُشبه خيبة الأمل أو رعشةَ يأسٍ وَ ذبولَ حيآةٍ وَ ضمُور طريق ..
كلها منكَ كانت جروحآً لا تبرأ وَ لن تَبرأ بل وَزِد عليها الكثيرَ الكثير منَ الإضطراباتِ وَ التوترات
التي تواتَت بِسبب كونِك إعتَدتَ أن تقطعَ أحاديثي بِشكلٍ مُفاجيء,,
وَ ترحلْ ,
ترحَل دونْ أجلٍ مسمىً لِلعَود ,,
ثمّ هناكَ تِلك القائمةُ منَ الأشياء التي أذكُركَ تُحبها لكنكَ تأبى أنْ تقربها وَ شذراتٍ مِن رغوةِ الألمِ المُبعثر على تقاسيم وجهكَ ,
يَلحظها المُتمعن قليلٌ هُنا وَ قليلٌ هُناك بِفعل حلاقة الذكرى المُستمرّة !
وَيحَك ,,
لكنني لا أنكر أنّك مع ذلك كُنتَ تظهر بِمظهر الرجلِ الخارق لِلعادات وَ الطبائع ,
رجلٌ لا يتألمْ لا يبكِي لا يتمَنى
رجلٌ إعتاد أن يُفني حياته ما بين عملِه في خرق القوانين وَ بينَ شخصيتهِ السريةِ التي ينتحلُها
لِيُبقي كثافة أسراره كبيرةً جداً فَتغرق في قاع النسيان
ثُمّ مَرت أعوامٌ كثيرة كانت بِالمُجمل هادئة إلا مِن قلةِ عواصف تَهبُ أحياناً كُل ضغط وَ كَبوة
,,,,,
أتذكرُ تلكَ الليلة ,,
كُلَ شيءٍ كان في موضعه لا خلل فِي أي بُعد منِ أبعاد دنيانا ,,
الآلام صُفت على رفٍ يخصها ,,
الذكرى رُتبت أبجدياً حسب عمقها
وَالحُرقة غُطت بِدثارٍ قديم مُبلّل بِرطوبةِ الأحلام
لا شيء مُريب أبدًا ,,
سوى صوتُ إنكسار كبريائك ,تلاهُ إنهيار كلّ ما حولنا
وَ بعدها شهيقٌ إختنق بِشيءٍ من أنفاس زفرةٍ عنيدةٍ وَ سقطةٍ جديدة تُحسب في سجلات سقطاتك ,
هـَهْ ,,,, تخلت هِي الأُخرى عنك !!
وَ لِغبائك, أبيتَ إلا أن تُغطي سوأةَ إحباطك فَإستعضت عنْ فقدانها بِأخرى ,,
أخرى لا تُشبهُها مُطلقاً وَ لكنهآ تُؤدي ما كان يجبُ أنْ تؤديه سابقتها المُتخلية
لمْ يَطُلِ الوقتُ كثيراً حتى لَحقتْ بها أخرى وَ أخرى وَ أخرى ,
وَ كأن إنآثك عقدٌ من خرز ما إنْ تنسلُ واحدة حتى تلحق بها الأخريات ,
لتَـتيه بحثاً عنْ شيءٍ ما بعيداً عنْ ذاتكَ التي لا تدري بِأيِ ذنبٍ قُتلتْ
لِنحاول الحديثَ بِنُضجٍ هنا ,,
جليٌّ أنهُ لمْ يتبقَ منْ إناثك إلا قلة وَ لهنّ مقدِرة على أنْ يجعلنكَ تحيا في فقرٍ رُوحيّ مُدقع
سَتقتات بِحذر شديد وَ تتنفس بِلا هواء رحب وَ تنبض بِعشرات الأقراص المُهدئة وَ تصرخ بِجُلِّ صوتك ,,
وَ لنْ يُجِبكَ إلا صداكَ الأعسَر
لكِنّك سَتُدرِك مُتأخرًا
أنّنيْ وحدي مازلتُ أقف على بُعدٍ ثابتٍ عنك ,,,
تِلكُما عيناي ترقبانك وَ قلبيِ ينبض غالباً من أجلك
وَلا يؤلِمني أنك تبحث عن سعادة مُزيّفة وَ تخبئها في جيوب معطفك حيطةً لِأيامي الحزينة ,,,
سعآدةٍ لمْ وَ لنْ تجدها بعدْ
وَ لنْ أفرح لِأني لمْ أعُد أملك نصفَ إبتسامةٍ لِأُغلفها لكَ وَ أقدمها كَهدية
لِتخلع عنك قميصاً إختنق بِك يَكادُ أن يُقدّ ضِيقَآً مِنك
سَأبقى على بعدٍ ثابتٍ عنكْ لا أقتربُ كثيراً لئلا أُشوه ضمادك المُزيّن بِالفتنةْ المُزيّفة
لِأنهُم قالوا لي أنني بِلا قصد أتلمسُ الجُروح وَ أفتقُ رُتوقها مِن جديد
وَ لنْ أبتعد كثيراً لئلا تتشوّه أيامي بِفقدِ شُموخَك بِ رقة ,,
لِأنني أوُقِن بِأنَ شيئًا من ذاتي طالما غافلني وَ إقترنَ بكَ بِصلابةٍ أبَديّة
قُل لي بِربّك ما الحيلة !
إنْ إبتعدتُ مَزقتُ دفءَ دِثاري من حَرّ ما ألاقي ,,,
وَ إنْ إقتربتُ أغرقتُ مِعطفكَ الذي إعتدتَ أنْ ترتديه كلّ شتاءَ
وَ كُل عام أغرَقتهُ بِسيل من نبشِ بقايا جُثثٍ لِشَذراتٍ
لا أعي إن كانت يَجِب أن تُصنف كَجيدة أوَ كَسيئة ,,
بقايا لِأشياءٍ فيكَ أعجزُ عنْ تصنيفها أسفاً
لكنّني أُوقِنُ أنّنا عندما نتذكرها حُزناً
تأتينا كَبسمة وَ عندما نتذكرها فرحاً تأتينا كَدمعة .
لربما هيَ بقاياهُنّ المُترددة فيك .
سيدي ,,,,
قالوا لي أنني لمْ أصلْ بعد لِسنٍّ قانونية ,,
سنٍّ حدودها هُمْ
تِلكَ التي تَسمح لي التخلي عن فوائِضِي التي أملكها , لِصالحك
وَ لكنني أعدكُ ما إنْ أصل إلى تِلكَ السنّ التيْ قيّدُوني بها ,,,'
سَأنزعني جُزءاً جُزءاً وَ أجاهِدني لِأُلصقني رتوقآً حيّةً فيكْ
وَ إن كُنتُ سَأتلاشى شيئاً فَشيئاً لِتعظَم وَ تَكتَمِل فَيَغارُون مِنك
وَ سَأجتهَد أنْ أمحو تضاريس أنينٍ طالما أرّقْنَ وَجنتيك وَ تجاعيدًا باتت تداعب عُرُوقَ كفّيك وَ شَعرًا أبيضا بات يُزاحم سواد رأسَك
لكِنْ ,,,
هلْ تُرانيْ عندها سَأكون أكثر قُرباً مِنْك !!
وَ هلْ لَو إرتحلتُ إلى اللاشيء سَيبقى بعضاً مِني بين كفيك ! ! !
صدّقنيْ ,,, لا أُريدَ مِنك الكثير .
فقَط بَلّل بَعضيَ فيكَ كُلَّ شتاءٍ بِدموع السماء الملائكية
وَ دثرني بِدثارك الرمادي المُحبّب لي ثُمَ ضعني بجوار وِسادتكَ وَ نم .
#سمرآ