المدن لا تموت
....
يشهد برقوق نيسان أنني وأنت رفيقا ظل
مضى منذ زمن العابرين مع النضار
ويشهد أننا منذ ولجنا ترياق الحقيقة
إن النجوم لم تنم في ذلك الإصباح
أنا أسير رحلة الماء
الذ ي يجري في نهر العيون
والماء يكتمه الظما
رفيق رحلة العاصي
إسالوا حمص عني
حماة وإدلب الخضراء
مذ تجمد الماء في عين قافيتي
يرفض البرقوق في نيسان أن يزهر
ولو حملتم صورته على خيل عروبي
ذاكرته تلبدها الدماء
أنا رفيق الريح
تنوح في الليل
الذي خاصرته ما فتئت
تبحث عن ملجأللروح
وعن سديم يكاد يشبه القمح والنخل
أنا افتراض الظل الذي تنعيه القوافي
حينما يلتقي البحر بعارية الصحارى
والسفائن بلا ساريات تعقد عليها اشرعة الصباح
أنا الصباح الغائب في سرداب العروبة منذ آلاف السنين
لم يكشف وجهه بعد خيفة ذرو الرمال في وجه الحبق
أنا الحبق ...مثواه الأخير
في قحط الأرض التي ترجمها المساء
من تربة الموت ..
من لجة غيابات تمخر في البعيد
تنهض عنقاء المدن
حمص من تحت الركام
حلب من قلب اللهيب
المدن لا تموت
لأنها تعرف معنى الحياة
تعرف كيف تعض بنواجزها على أغصان الربيع
كيف تنبت من دم الشهداء وردا ..لا يدهمه الذبول