ليس طفلًا وحجارة
صوتُ أفريقيا الحُرّ: الشاعر: محمد الفيتوري
ليس طفلًا ذلك القادمُ فى أزمنة
الموتى إلهىُّ الإشارة
ليس طفلًا وحجارة
ليس بُوقاً من نُحاسٍ ورَماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس مُحَلّى بالسواد
إنه طقسُ حضارة
إنه العصرُ يغطى عُريَهُ فى ظلِّ موسيقى الحِداد
ليس طفلًا ذلك الخارجُ من قبَّعةِ الحاخامِ
مِن قوس الهزائم
إنه العدلُ الذى يكبَرُ فى صمت الجرائم
إنه التاريخ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روحُ فلسطين المُقاوم
إنه الأرضُ التى لم تَخُنِ الأرضَ
وخانتها الطرابيش
وخانَتها العمائم
إنه الحقُّ الذى لم يخُنِ الحقَّ
وخانته الحكوماتُ
وخانته المحاكم
***
فانتزعْ نفسَكَ من نفسِكَ
أشعِلْ أيها الزيتُ الفلسطينىُّ أقمارَكَ
واحضِن ذاتكَ الكبرى وقاوم
وأضِئْ نافذةَ البحر على البحرِ
وقُلْ للموج إن الموجَ قادم
ليس طفلًا ذلك القادمُ
فى عاصفةِ الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلًا قطُّ فى هذا العذاب
صدِئتْ نَجمةُ هذا الوطن المُحتلِّ فى مَسراكَ
من بابٍ لباب
مثلَ شحاذٍ تقوَّستَ طويلًا فى أقاليمِ الضباب
وكَزنجىٍّ من الماضى تَسَمَّرتَ وراءَ الليلِ
مثقوبَ الحجاب
***
ليس طفلًا يتلهَّى عابثًا
فى لُعبةِ الكونِ المُحطّم
أنتَ فى سُنبلةِ النارِ وفى البرقِ الملثّم
كان مَقدورًا لأزهارِكَ وجْهُ الأعمدة
ولأغصانِكَ سَقفُ الأممِ المتحدة
ولأحجارِكَ بهوُ الأوجُهِ المرتعدة
***
ليس طفلًا
هكذا تُولدُ فى العصرِ اليهودىِّ وتستغرقُ
فى الحُلْم أمامَهْ
عاريًا إلَّا من القدسِ ومِن زيتونةِ
الأقصى وناقوسِ القيامة
شفقيًّا وشفيفًا كغمامة
واحتفاليًّا كأكفانِ شهيد
وفدائيًّا من الجُرحِ البعيد
ولقد تصلُبُكَ النازيةُ السوداءُ فى
أقبية العصرِ الجديد
فعلى مَن غرسوا عينيه بالقضبان؟؟؟
[خطأ في الصياغةِ/ أُرَجِّحُ أنهُ نتج عن سوءِ النقل
ينصلِحُ إذا قُلنا:
وَقَضى مَنْ غَرسوا القُضبَانَ في عينيهِ]
ألَّا يتألَّم
وعلى من شهِدَ المأساةَ
ألَّا يتكلَّم