مَن يقود هؤلاء الناس؟
ما تلك القوّة التي جعلت بلالا ..ينشد ذلك النشيد ..........وهو يئنّ تحت تلك الصخرة .........والجيش الذي أطاع محمدا ولبّى في تَبوك رغم ذلك الحرّ.......هو نفسه الجيش الذي أطاع أسامة ..بعد موت محمد ...
من يقود هؤلاء الناس .....! إنّه انقيادهم لله ..............(الإيمان)
إنّ صهيبًا وهو يشتري دينه بجميع ماله، يريك قوة هذا الدين وخلوده .....وإنّ خبّابًا وهو يكوى بالنار .....يريك أكبر حبّ وعشق على هذه الأرض ...وهو لله العظيم
لايشدّني أبدا كثرة عبادتهم ..بقدر ما يشدني قصص تمسّكهم مثل تمسّك أم بطفلها ........كي لا يموت ويبقى في الحياة ..
تشدّني لحظة شرب خالد السمّ ..في معارك العراق ، ليسلم جيش أعدائه .....تعجبني ثقته بخالقه ....لم يظنّ بقدرة الله الظنون ,,فهو يعلم أنّ الله قادرٌ على إيقاف فعل السمّ وأنّه قادر على كونِه؛ مهيمنٌ عليه ...........ولم يظنّ بالله الغدر .......فيتركه يشرب السمّ ويخذله أمام أعدائه...........لقد عرف وآمن أنّه برّ رحيم .....لا يغدر وهو عند ظنّنا به
هنا أنظر إلى قوّة هذا الدين .......وأنا أنظر إلى عينَيْ "مُحارب" ..في معركة مؤتة وهو يقاتل الآف الجنود، لا يريد فرارا ......من الله إلى الحياة ..بل فرارا من الحياة إلى الله..
وأحبّ أن أنظر الى ساجد جنب البحر ...يتمتم اسم الله وكلماته ........بكلّ خلجات نفسه
وأحبّ مفكّرا منهم ينظر إلى زهرة ........تشقّ الصخر فيتذكر " ..إنّ الله فالقُ الحبّ والنوى " فتدمع عيناه وهما تبصران تلك القدرة
.......أحبّ أن أرى عُمر ...........- وقد وضعت عنده الدنيا وما فيها - فيمرّ عنها يتركها خلفه ذاهبا الى ربّها وخالقها ................
أراقب عشقهم ...ومحاربا في مؤتة يحلم بدولة الله العادلة ...........لا يقدّس فيها غيره ...
...............أحبّ عالِما يسيح في الأرض يعلّم كلمات الله ..........دون أن يخدشها بغباء عقله ........بل يفهمها حقا ويرسلها حقا كما فهمها ...............
أحبّ غنيا يحمل ماله في يديه ........ويفهم أنّ ماله لله ...........فيأخذون منه والله يعطيه
.................هذا هو إسلامي الذي عرفته وأحبّه ........أخذته في قلبي وابتعدت به ....في الجبال...بعيدا عن دمائهم وجميع خلافهم ................كحرصي على جوهرة كريمة ثمينة
..........الكاتب/ عبدالحليم الطيطي
http://abdelhalimaltiti.blogspot.com/2016/04/blog-post_11.html