بِقَذائفِ القَسَّامِ رَصَّعْتِ المَدَى
لا تُمهليهِمْ غـــــــــــــــــــــــــــزَّةَ الثُّوارِ......... فالغَدرُ أمسى دَيْدَنَ الفُجَّارِ
القصْـــــــــــفُ حوَّلَ ليلَكم لِنَهارِ......... والصمتُ شَرنَقَنا بِلا أطوارِ
وصهيلُ جُرحِكِ في فؤادي لَمْ يَزَلْ.يُذكي صَداهُ النارَ في الأشعارِ
لا تَسْألي أبْناءَ يَعرُبَ نَخْوةً........ رَحَلَتْ عن الحُكامِ والأمصارِ
حتى إذا فتحوا المَعابرَ فاحذَري....... طُرْوادَةٌ في عُلْبَةِ الأسرارِ
خَفَضَتْ عواصِمُنا ظُهورَ مَطيِّها.....كيْ تعتليها عُصْبَةُ الأشرارِ
فالسيفُ يُصْلَتُ في الديارِ وَشُيِّعَتْ..سُنَنُ الفُتـوحِ إلى مَثاوي العَارِ
مَنْ ذا يُطَهِّرُ قُدْسَنا إذْ دُنِّسَتْ......والقَيْدُ في الأيدِي وفي الأفكارِ
والقِمَّةُ العَرجـــــــــاءُ؛ مِن عُكَّازِها....قد أبدعَتْ سيقانَ بُؤسٍ "عاري"
بِتنا وُقوفًا بعد نِصفِ مسافةٍ......والشَّجْبُ أمسى سِلعةَ الأنصارِ
أين الجيوشُ تَوَحَّشَتْ نفقاتُها؟..... وَالبُوصَلاتُ شَـكَتْ مِن العُوَّارِ
وَمُدَوْزِنٌ شَيْطانُنَا أوتارَنـــــــــــــــــا........عَزْفًا على التَّسْويفِ والإنكارِ
إنَّا كَفرْنا بالجِهـــــــــــــــــــــادِ عقيدةً.........رَبْطُ الخُيولِ شريعةُ الأخيارِ
هذا هو القُمْرِيُّ يَنزِفُ صارخًا....... ونُصِمُّ آذانًــــــــــــــــــــا بلا أعذارِ
هذا هو الدُّورِيُّ يُشْوَى هل رَأَى... المُتَغَـــــافِلونَ العُشَّ تحت النـارِ
هذي هي الآكــــامُ تُحرَقُ وَيْحَنا....... إنْ أُسْكِتَتْ تَرنيمَةُ الأطيارِ
والليْلَكُ المحزونُ يرصُدُ عجزَنــا... للمسجدِ الأقصى أنينٌ "ساري"
واشتَدَّ عُودُ عُروبتي بِوَلِيجةٍ ......... رسَمَتْ لها بالقاطعِ البَتَّارِ؛
أجيادَ قومٍ كَمْ تتوقُ لحَصدِهم ...... إنْ شمَّروا في ساحةِ الأبرارِ
والغربُ يصرُخُ: قَلِّموا أظفارَهم .... مَنْ ذا سَيُطفي جَذْوَةَ الثُّوَّارِ؟
لكنّما الأُسْدُ الأشاوِسُ شاقَهم........ مَجْـدُ التَّحَرُّرِ؛ فانْبَرَوا لِلثَّارِ
دَخلوا إلى قلبِ الصِّراعِ جَوائِحا..سَلَكوا الشُّطوطَ وعُقْرَ عُقْرِ الدَّارِ
لَمْ يَأبَهوا والخَنْقُ حَبلٌ مُحكَمٌ ..... أمْســــــــادُهُ جُدِلَتْ بليلِ حِصارِ
إذْ أَنْشَبُوا في الصَّخْرِ مِعْوَلَ بَأسِهِم....لِيُفَرِّقَ الجُرذانَ في الأغوارِ
وَعَدُوا فَأوْفَوا بانتصارٍ ســـــاحقٍ ...... ثَقَبوا "القِبـابَ" بِمَارجٍ مِن نارِ
تَعرو المَلاجئَ والمَخابئَ هِزَّةٌ ... إنْ أُطلِقَتْ صَفَّــــــــــــــــــــــــــارةُ الإنذارِ
كالعَصفِ مَأكولًا؛ رأينا المُعتدي..... وحماسُ تَحطِمُ قَلْعَةَ الفخَّارِ
هُبِّي فِلَســـــــــطينُ الجريحةُ إنَّها ... بُشرى الخلاصِ وهَبَّةُ الإعصارِ
بِقَذائفِ القَسَّـــــــامِ رَصَّعْتِ المَدَى..حِصنُ الجبانِ غَدَا ظلالَ جِدارِ
ضُمِّي الصُفوفَ وفَتِّتي كَبِدَ العِدا.. لا تنظُري للعَلْقَمِيِّ الجَــــــــــــــــارِ
هُبِّي فمَنْ في الليلِ يصبِرْ ساعةً..يُهْرَعْ إليهِ النَّصْرُ في الأسْحــارِ
9/7/2014
من ديوانِ القُدس