بكأس الشراب المرصع باللازورد.... انتظرها
على بركة الماء حول المساء وعطر الكولونيا ......انتظرها
بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال ........ انتظرها
بذوق الأمير البديع الرفيع ...... انتظرها
بسبع وسائدة محشوة بالسحاب ...... انتظرها
بنار البخور النسائي ملأ المكان ... انتظرها
برائحة الصندل الذكوري حول ظهور الخيول .... انتظرها
ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها ... فانتظرها
وإن أقبلت قبل موعدها ..... فانتظرها
ولا تجفل الطير فوق جدائلها ... وانتظرها
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها .... انتظرها
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها ... وانتظرها
لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة ... وانتظرها
وخذها الى شرفة لترى قمرا غارقا في الحليب ... وانتظرها
وقدم لها الماء قبل النبيذ ولا تتطلع الى توأمي حجل نائمين على صدرها ... وانتظرها
ومس على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى.... وانتظرها
تحدث إليها كما يتحدث الناي الى الوتر خائف من الكمان
كأنكما شاهدان على مايعد غد لكما ....وانتظرها
ولمع لها ليلها خاتما خاتما .... وانتظرها
الى أن يقول لك الليل لم يبق غيركما في الوجود
فخذها الى موتك المشتهى .......وانتظره
...........الشاعر محمود درويش