وأمي.. زيزفونة حمصية
..........
وتتنهدين كرمش حكاية سمراء
وجنتيها ..واحدة من خدود الياسمين
وواحدة لأمي ..وأمي زيزفونة حمصية
وأنت أفلاك الخلاص
أتنفسك كحمامة في الجامع الاموي
وقاسيون يدرك أنك عبق من قرطاجنة يهب كنسيم الغسق
وقرطاجنة درة دمشقية شربت من العاصي أنغام غرام
لا تكملي ودعي أسراب خيالك تظفر كموج البحر بشاطىء لا ينام
أسميك الحكاية التي لم تكتمل
منذ ألف عام أكتبك من وحي رسالات لم تجيء
لا ترعوي الحكاية أن تتفتق براعما تشبه الدراق في أصائل خميلتك المتناثرة على أطراف قلبي
وقلبي حائر لا يستريح
كوني غيوما أو يزيد
مطرا يسافر في كل بيداء وبحر
.......
على وحل انتظاري رأيت المدى يسرج غيمات الدجى..
يلهث كالغريق
تشده أنامل جوفاء يكللها احتراق الوقت ..يبعثها الردى
فييمّم حصارك نحو الجنوب
يسعفك المطر ولحن جديد
من ثغور الشجر
يمدك الماء ماءا
تلقف بنورك نثار روحي
تعمد إذا كنت حبيبا ببوح الصدى
وارسمني عمرا على جفن ربيعك
وظللني يوما برمش عيونك
فأكون البواح ..ولقلبك أكون المدى
.........
دعيني شراعا يجوب البحار
ودمعا من قانيات المقل
موجا حنونا يزور شواطىء قلب تعمد صبحا بماء الندى
دعيني سفينا للخائفين من رياح السموم
ولحنا خفيا كرجع الربيع ..كطير يشقشق إذا تنفس صبح ..إذا ما شدا
دعيني حقولا لأيام صباك ..نسيما يهدهد خصلات روحك
دعيني وشاحا بعمر الجمال ..سهولا تنفس ريح الصَّبا
قصيدا تلألأ في جيد الخزامى تردده كل فجر عروس البحار
دعيني صباحا يطوف الأماني ويومىء لحن انتصار لأرض الشآم
فأنت الحكاية وإني المدى
وإني نهر يطول ..يهرول ساعا..ويجري الهوينى
ماءا زلالا يسيح كطرف يطلق ذاته عبر السماء
وعبر المدى
.........