أنا وسِيجارتي ,,
"نعَم مُذ رَحلتَ وأنا أُدخّن "
أنا وهي نَحتِرف الإحتراقْ
كلتانا تَحرِق الأخرى و كأنّنا نُسجنا من جمر
هيَ تحرِق ضلُوعي ودمي
وأنا أحرِق عقائِبها بين أناملي عقاباً لي عليها
وفي ظلّ إحتراقنا
أدمنتُ وهيْ إنتظارَك
وكلّما وَجدتُ منكَ أثراً
غازَلت شفتيَّ تَلثمهُما بإحتراقٍ أكثر
لتعبُر جسُور رِئَتيَّ لرصِيفِ قلبي
فأعيْ بإحتراقٍ يكوي جوفي
أنّنا لن نلتقيْ يوماً
فأسائلها ألَن تُفارقيني مِثلَه
فتُهروِل بيْ خلفَ أحجارِ الحنين
تُغريني البَحثَ عنكَ في الظلامِ
وقدمايَ تدُوسانِ بَعضهما تخبّطاً
فأمسِك بها لاهِثَة
كفاكيْ زيفاً قد يكُون نسيَني حتّى
فتُقبّل شفتيَّ بتعلّقٍ أكثَر
تهمِس ليْ
هل تذكُرينَ كم راوَدتِه عنّي وأنا بينَ شفَتيهِ أتقلّب
الآن هاأنتِ تتقلّبينَ بيْ
وهوَ مِسكينٌ يبحَثُ عنكِي في وَجهِ كلّ عابرَة نبض
وأتعثّر وسطَ الظلآمِ بيْ
وأنادي أذُنَ السكُونَ أن مَن يَجِدني ليْ
وأيُّ يَدٍ ستَنهَض بيْ وتَلتَقِط منّي خيُوطَ الدُخان
وأختبئ معَ سيجارتي تحتَ تُرابِ المغِيب
وأمتهِن تصاعُد أبخرتها
وأراها بعينٍ كافِرة بالحنين
فأدوسها على أرضٍ صدرُها جفّ
لآ ينبُت فيها نخلٌ ولا حتى صبّار
صدرُها خاوٍ إلا من ملحِ السراب
وأنا وَ وَجهٌ غائبيْ نتبادَل وَجهينا بكلّ غباء
أشنُقهُ بوَهمِ أملٍ بليَ مع عُقبِ سجائري
ويَشنُقني بحبٍّ خبى فينا منْ أمدٍ
ومازلتُ أبحث عنهُ ,, وعني فيه