بغداد
بغدادُ
يا وجهي الذي ضاعتْ ملامِحُهُ،
وغادَرَهُ الأحِبّةُ.
لم تزَلْ كفّاكِ
من تحتِ الرُّكامِ
تُلوّحانِ لآخِرِ الشُّرَفاءِ .. يا بغدادُ
يا وجهي الذي ضاعت ملامِحُهُ ..
أتَدمَى هامةُ البَرْحِيِّ يا قلبي
ولا أبكي ... ؟!
بغدادُ
يا لَوْحاً من التاريخِ
أعيَتْني طلاسِمُهُ
فكُنتُ كضارِبٍ في البحرِ
لا يرجو النّجاةَ
وَوَدّعَ العُمرَ المديدَ
بساحِلِ النّسيانِ .. يا بغدادُ
يا وجهي الذي ضاعت ملامِحُهُ ..
شطّاكِ
والنخلُ الأَبِيُّ
ولهفتي،
والنّارُ
والعَزْفُ الحزينُ
على أضالِعِنا الحزينةِ ،
لوحةٌ أُخرى ..
لعُرسِ النخلِ
في الأرضِ اليبابِ .
بغدادُ
يا وجهي الذي ضاعت ملامِحُهُ ..
وَأَوْغَلتِ العُيونُ لِحَلِّ طَلْسَمِهِ
وَأَوْغَلَ في الضّبابِ .
بغدادُ
يا مَنْآيَ في شُحِّ المواسِمِ
كيفَ ينمو الجوعُ
تحتَ جِنانِكِ الخضراءِ ؟!
كيفَ يموتُ من ظَمَإٍ فُراتُكِ
في ربيعِ العُمرِ ؟!
يا مُلْكاً تبَدّدَ كالسّحابِ .
بغدادُ
يا وشْمَ الفُتوحِ
على مصاريعِ الزّمانِ
أيسقُطُ التّاريخُ ؟!
أمْ هِيَ صرخةُ البِدْءِ
الحبيسةُ
في القُلوبِ المُطْبِقاتِ
على الحِرابِ .
ما هذه بغدادُ يا بغدادُ
ابراهيم محمد ابراهيم - الامارات