وفي لُجّةِ منَامٍ حيثُ الحُلمَ يُخالِط الوَاقِعَ ثمالَة
أتانِي بمدَدٍ من غائِبي كُنتُ إنتظَرتُه أمَداً طويل
فتفجّرت في عرُوق رحمي أنفاسَهُ حياةً
ونمَا فيْ ورِيديِ منهُ أثراً عميق
وكأنّني قبلَهُ كُنت أقتاتُ العِجافَ غمسَ أنين
فلفّني بغمرِ دفءٍ وسقَانيَ وَاحةَ فرحٍ
إخضَرّ بها كلّ موطئٍ في أرضِ رُوحي
ونما على مصبِّ شرآيِيني زهرَاً أبيضاً
يُشبهني وَ يُشبههُ
فمَدَدتُ لهُ حبلَ وصلٍ بيدٍ تقطِرُ لهفاً
فأسقَط فيْها قُبلةً وقالَ هيّآ راقصِيني
فإشرأبَّت حُمرَة خدّيَّ على بتلاتِ السماء
لِتُخبرهُ أن هلُمّ وحلّق بي وخاصِرني
ورقصنا والأرضُ حولنَا تفُوح عِطراً
ومن حيثُ نخطُو ونمضي
كأنها إثرنا كانت تنبُت أكاليل الزهُور
وَصحوتُ لأجدني غارقَة في حُمّى الخيَال
ونفَثتُ يميني ثلاثاً وإستعذتُ الله
أن يُجافيني منهُ أو يُوحِش بِفراقه أيامي