دخان
........
دعني أودعك قليلا ..
أسكب ملح عينيك ..
أضمّد به جرحي
وجراح كل المدائن الثكلى
امنحني بعض شمسك
كي لا أبيع دخان مقلتيك بتبغ اأو بوهم
لا تترك عنان أوردتي لمطلق الريح الهمجية
التي لا تبقي ولا تذر
لا تبقي ماذا ونحن على خافة الشمس - القبر
أرجوزة لن ننتهي
كغبار صحارى الرمل في مدائننا -الغبار
بعض ألواح من صفيح
الوجد تنكزه الأنا
كي لا تنكره أنت
الدماء سحالي مفرطة في الثمل
وأنت جرحي المفتوح على قارعة الضياع
أنا وأنت بعضٌ من تراب مدينتا العجوز
والبعض أفاق يريد أن يبيع كل أنسجة التراب
كي يمنع النسغ عن الأشجار
ويقتل حاثة الإنماء في قلب كل سوسنة وقمح
السنابل سكرى
تظنها فارغة الرؤوس لشموخها الأموي
والياسمين يبكي جراحه
متذرعا بصموده
لا يرعوي يشكو الألم لشراع دجلة
حيث كان النخل يرتل آخر قصيدة لدمائنا
دعني أودعك قليلا
كي أسرج خيول الغيم
مثل كل قصيدة تبكي
مثل حمص أو حماة أو صنعاء
مثل تونس والرباط
نشرع أقبية المساء
عل الوميض يدركنا ببعض غيث
أبواب السماء مقفلة
ليس تماما في درب الدعاء
دعاؤكم ملح ..وأحجية
صور باهتة الملامح
عجوز أنت في تهدج صوتك الممحي
عجوز أنت كنهر ملّ طريقه من ألف عام
حيث الجراد يعشش في الكروم
أنت قضية أخرى ينكرها الجميع
والعرب يبيعون نفطهم لأسراب الحدأ
أنا وأنت بعض أغنية و قصيدة
ترامى بياتها كسقف من غبار
تمنحني القصيدة وجهها
كي أحتمي من عبث الضغينة
والعرب لا يجيدون إلا الصمت في معسكرات من كلام
ليس وجهك من يحترق
هذا أنا
وأنت
يلفظنا الدخان