المسيح المخلص فى اليهودية والمسيحية[عدل]
المحتوى هنا ينقصه الاستشهاد بمصادر. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (فبراير 2016)
يرى كثير من علماء اليهود أن مفهوم المسيح المنتظر لم يظهر إلا في فترة متأخرة من تاريخ اليهودية أثناء زمن أسفار الأنبياء،وإن هذا المفهوم لم يرد في التوراة (الكتب الخمسة الأولى المنسوبة لموسى النبى)،ولكن قد تبين لى من خلال البحث أن التوراة ذكرت نبوات عن مجئ المسيح،ففى سفر التكوين يقول الله للإنسان المطرود من الفردوس،في وعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية:"وأضع عداوة بينك وبين المرأة،وبين نسلك ونسلها.هو(المسيح) يسحق رأسكِ(الحية التي ترمز للشيطان)وأنتِ تسحقين عقبه"(تكوين15:3).وأيضًا تنبأ موسى النبى عن مجئ السيد المسيح فيقول:"يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلى.له تسمعون..."(تثنية 15:18).وهذا ما سوف نتاوله بالشرح المبسط مع ذكر الآيات التي تنبأت عن السيد المسيح المخلص.وكلمة المسيح تعنى حرفيًا"الممسوح بالزيت"وتشير إلى عادة قديمة حيث كان يُمسح الملك بالزيت عندما يعتلى العرش ،لذلك فالمسيح المنتظر سوف يُمسح بالزيت كملك في نهاية الأيام.أما المسيح الذي ينتظره اليهود فسيكون قائدًا سياسيًا عظيمًا من نسل داود،وسيكون عليمًا بالشريعة اليهودية وممارسًا لها.لذا أقترن انتظار المسيح عند اليهود بترقب عموم الخير حيث سينقلب حالهم إلى أحسن حال عند قدومه.وسيحقق لهم المسيح كل أمانيهم،وسيعيد بناء الهيكل ويقضى بالشريعة اليهودية.ومما لاشك فيه أن فكرة "المسيح المخلص" جعلت الحركة الصهيونية تدعو لإقامة وطن قومى لليهود في فلسطين،من أجل تمهيد الطريق أمام قدوم المسيح،ومن هنا تحول مفهوم الخلاص من مفهوم دينى إلى مفهوم سياسى.أما في المسيحية فإن "شخص المسيح" هو لب الديانة المسيحية وجوهرها للمسيحيين بكل طوائفهم،فهو الإله والمخلص والفادى،وهو كل شئ بالنسبة لهم كما يقول الكتاب المقدس "به نحيا ونتحرك ونُوجد".ويقول أيضًا:"منه وبه وله كل الأشياء".فموضوع الكتاب المقدس من أوله إلى أخره هو شخص المسيح...إليه أشار الأنبياء وعنه تنبأوا عن حقيقة شخصه الإلهى ورسالته ومعجزاته وآلامه وصلبه وقبامته من الأموات وصعوده إلى السموات .لذا لا نعجب إن رأينا السيد المسيح يدعو اليهود المعاصريين له أن يفتشوا كتب الأنبياء السابقين لأنها "تشهد لى"(يوحنا 39:5).كما إنه بعد قيامته من بين الأموات فسر لبعض تلاميذه الأ مور المختصة به في جميع الكتب(أنظر لوقا 27:24).فالمسيح قد جاء إلى اليهود أولاً كما يقول الكتاب المقدس :"إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله"(يوحنا 11:1).ولكن اليهود رفضوه،وحاولوا أن يلصقوا به أبشع الصفات فقالوا عنه إنه سامرى وبه شيطان،كما نسيوا معجزاته من إقامة الموتى وقدرته على إخراج الشياطين وشفاء الأمراض وغيرها بكثير كما سنوضح في هذا البحث. وظل حقد هؤلاء الحاقدين يتزايد حتى انتهى الأمر إلى صلب السيد المسيح كما تنبأ عنه إشعياء النبى "وهو مجروح لأجل معاصينا"(إشعياء 5:53).فالمسيح قد جاء ليحقق الخلاص الذي تنبأعنه أنبياء العهد القديم ويعيد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس بعد سقوط الإنسان الأول في الخطيئة.وهذا ما أردت توضيحه في هذا البحث وهو إثبات قاطع بالآيات الواردة في أسفار العهد القديم وكل ما تنبأ به الأنبياء عن مجئ المسيح المخلص وآلامه وصلبه وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السماء،وهذا قد حققه اليهود في شخص السيد المسيح.
محتويات [أخف]
1 مفهوم المسيح
1.1 المعنى اللغوى
1.1.1 ماشيح بن يوسف(المخلص السابق لابن دافيد)
1.1.2 ماشيح بن دافيد(المخلص الحقيقى)
2 عملية المسح في العهد القديم
3 المخلص في منظورالفرق الدينية اليهودية
3.1 السامريون
3.1.1 المسيح في السامرية
3.2 الفريسيون
3.2.1 المسيح في الفريسية
3.3 الصدوقيون
3.3.1 المسيح عند الصدوقيين
3.4 القراءون
3.4.1 المسيح عند القرائين
3.5 الحسيديون
3.5.1 المسيح في الحسيدية
3.6 الخلاصة
4 المعارضة الدينية للصهيونية على ضوء فكرة المسيح المخلص
4.1 المعارضة الدينية للصهيونية
5 نبوات العهد القديم عن المسيح المخلص وتحقيقها في العهد الجديد
5.1 شهادة أسفار العهد القديم لشخص المسيح
5.1.1 نبوات عن خلقة العالم بالمسيح الكلمة
5.1.2 نبوة عن تجسد المسيح
5.1.3 نبوات عن مجيئه وميلاده
5.1.3.1 نبؤة عن مجيئه من نسل إبراهيم
5.1.3.2 نبؤة عن مجيئه من نسل يهوذا
5.1.3.3 نبؤة عن مجيئه من نسل داود
5.1.3.4 نبؤة عن نزوله من السماء
5.1.3.5 نبؤة عن ميلاده من عذراء
5.1.3.6 نبؤة عن موعد مجيئه
5.1.3.7 نبؤة عن مكان مولده
5.1.3.8 نبؤات عن مجئ المجوس وسجودهم وتقديمهم الهدايا
5.1.4 نبؤات عن حياته وصفاته ورسالته ومعجزاته
5.1.4.1 هروبه إلى مصر وعودته منها
5.1.4.2 مجئ سابق يعد الطريق له
5.1.4.3 خدمته في الجليل
5.1.4.4 نبؤة موسى النبى عن مجئ السيد المسيح ومركزه
5.1.4.5 نبؤة عن صفة الوداعة في شخص المسيح
5.1.4.6 نبؤة عن المسيح الراعى الصالح
5.1.4.7 نبؤة عن معجزات الشفاء المتنوعة التي أجراها المسيح
5.1.4.8 نبؤة عن صفات المسيح
5.1.5 دخول المسيح إلى أورشليم منتصرًا
5.1.6 المسيح كاهن مثل ملكى صادق
5.1.7 المسيح مرفوض من خاصته
5.1.8 خيانة أحد تلاميذ المسيح له
5.1.9 يُباع بثلاثين من الفضة
5.1.10 شراء حقل الفخارى بالثمن الذي بيع به
5.1.11 يشهد ضده شهود زور
5.1.12 صمت المسيح أمام من يتهمونه
5.1.13 المسيح يحتمل الضرب والبصق من أعدائه
5.1.14 المسيح يُبغض بلا سبب
5.1.15 المسيح يحتمل الهزء والسخرية
5.1.16 المسيح يُصلب بين لصين
5.1.17 المسيح يصلى من أجل أعدائه
5.1.18 نبؤات عن آلام المسيح على الصليب
5.1.18.1 يسقونه خلاً ومرًا
5.1.18.2 تُسمر(تثقب)يديه ورجليه
5.1.18.3 إلقاء القرعة على ثياب المسيح
مفهوم المسيح[عدل]
المعنى اللغوى[عدل]
كلمة "مسيح" في اللغة العبرية هى"משיח-mashiakh" من الفعل العبرى"משח-ماشح"أى "مسح"والفعل ماشح في عبرية العهد القديم،هو(مسحة الزيت).وقد شاع استخدام هذا الفعل في كتاب العهد القديم،للتعبير عن مسح الكهنة كما جاء في سفر العدد"وتنقذ الجماعة القاتل من يد ولى الدم،وترده الجماعة إلى مدينة ملجئه التي هرب إليها،فيقيم هناك إلى موت الكاهن العظيم الذي مُسح بالدهن المقدس"(عدد25:35).ومن هنا نستنتج أن كلمة"مسيح"في العهد القديم تعنى الممسوح"بالدهن المقدس".بالإضافة إلى مسح الأنبياء(أنظر ملوك الأول16:19)والملوك والأمراء(أنظر صموئيل الأول 3:16). وفى اللغة الآرامية تنطق"ماشيحا"ويقابلها في اللغة العربية"مسيح"،ونقلت كلمة"ماشيح"إلى الغة اليونانية كماهى ولكن بحروف يونانية"ميسياس-messias"وعن اليونانية نقلت إلى اللغات الأوروبية"ماسيا-messiah " كما ترجمت الكلمة إلى اليونانيةأيضا ترجمة فعلية "خريستوس-christos"أى المسيح أو الممسوح،من الفعل اليونانى"خريو-chriw" أى يمسح والذي يقابل الفعل العبرى"ماشح"والعربي"مسح"،وجاءت في اللاتينية"كريستوس-christos" وعنها في اللغات الأوروبية"christ".وصلة إصطلحت العبرية على استخدام لفظ "مشيحوت-משיחות"للتعبير عن الإيمان بخلاص شامل يتحقق على يداللملك المسيح المخلص، والذي يعتبر قدومه مؤشرًا لبداية مستقبل مثالى ويتضمن هذا اللفظ معانى أخرى مثل: هارعيون هماشيح(הרעיון המשיח)وتعنى العقيدة المسيحانية(المسيحانية:مصطلح للكلمة العبرية"مشيحوت" وتعنى الاعتقاد في مجىء مسيح يهودى وبطل قوى يتميز بصفات القوة القتالية تمكن بنى إسرائيل من الخروج من حالة الهزيمةالعسكرية والسيادة على سائر الشعوب فتأتيهم طائعة مقدمة القرابين ليهوه إله إسرائيل،وتمثل المسيحانية أحد أسس الإيمان باليهودية)أو عقيدة الخلاص . يشوعاه(ישועה)بمعنى إنقاذ أو خلاص،وهى كلمة مشتقة من الفعل ياشع"ישע"بمعنى أنقذ أو خلص.وتعنى الخلاص بمفهوم عام. جؤلاه(גאולה) بمعنى خلاص، من الفعل"גאל" بمعنى خلص أو أنقذ. وكلمة (גאולה) تعنى خلاص اليهود. لم تقتصر عادة المسح بالزيت على بنى إسرائيل في فترة العهد القديم. وتعتبر عادة المسح بالزيت أو بالدهن عادة قديمة منذ عصور التاريخ المبكرة،فقد مارسها المصريون والبابليون والكنعانيون. حيث ورد في رسائل تل العمارنة(لوح 37)عن المسح بالزيت (مسح رأس الفتاة البكر دليل على بكارتها). وفى العراق أشارت زيت كان يالوثائق الأكادية أن يُصب على وجه العبد بعد إعتاقه كدليل على تحرره من العبودية.كما أشارت النصوص الأوجاريتية إلى استخدام الزيت لمسح البعل والألهة عناث لتطهيرها من دم الأضحية.وصلةويؤكد بيرثولت Bertholetأن المسح بازيت كان شائعًا أيضًا بين الحيثيين وقدماء المصريين،وأنهم كانوا يستخدمون في ذلك زيوتًا من أنواع جيدة وثمينة ومعطرة ومنتقية بعناية.وصلة كما أوضحت نصوص التلمود والمؤلفات الأتخرى التي تنتمى إلى الفترة نفسها أن مدلول لفظ مسيح في تلك الفترة أصبح يستخدم فقط للدلالة على ملك يأتى في المستقبل مزودًا بقوة من يهوه إله إسرائيل لينقذ ويخلص بنى إسرائيل من أعدائهم ويحكم كملك عظيم ويخضع باقى الأمم الأخرى لسيطرته الدينية والسياسية. ويذكر التلمود أن ارسال المسيح كان يشكل جزءً من مخطط الخالق حول أصل الكون "خلقتُ سبعة أشياء قبل العالم: التوراة،الندامة،جنة عدن(الفردوس)،جهنم،عرش المجد،المعبد،واسم المسيح".وصلةمما سبق يتضح أن تعبيرات مسيح(משיח-ماشيح)،المسيح(המשית-هماشيح)،الملك المسيح(המלך המשית-هميلخ هماشيح)،ومسيح يهوه(משית יהוה-ماشيح يهوه)أصبحت تطلق على مخلص يأتى من بنى إسرائيل ومبعوث من يهوه ليخلص شعبه من الأعداء وهو ملك المستقبل الذي يحكم المملكة المحررة في عصر الخلاص وتسود إسرائيل على كافة أنحاء العالم تحت حكم ذلك الملك المخلص من قبل الرب.وصلة
ماشيح بن يوسف(المخلص السابق لابن دافيد)[عدل]
ترى الأجاداه(أى القصص الدينية وتتضمن وجهات نظر حول الحياة الأبدية والحياة الدنيوية لليهود،كما تتضمن تاريخ عظماء اليهود وأعمالهم وأقوال عن الأخلاق والسلوك وغيرها) أن ماشيح بن يوسف سيقوم بعمل تمهيدى لخلاص اليهود وتحرير القدس وتجميع اليهود،وتقديم أضحية للرب،وسوف يقتله أرميلوس الشرير في النهاية، والذي يرمز به لروما. وقد أعتبر بعض "القباليين"-أى المتصوفيين اليهود-أنفسهم مهيئين للقيام بدور الماشيح بن يوسف ومن بينهم"الآرى"وتلميذه"حييم فيطال" وغيرهما.
ماشيح بن دافيد(المخلص الحقيقى)[عدل]
المسيح بن دافيد هو المسيح المرتقب الذي سيأتى بالخلاص الكامل لشعب إسرائيل في أخر الأيام. ويبدأ عهدًا جديدًا حيث يعيش البشر حياة سعيدة صالحة قائمة على السلام والعدل.وصلة وقد جاءت كلمة"مسيح-משיח" 39 مرة في العهد القديموصلة، وقد أختلف مدلولهامن سفر لآخر، وسوف نعرض بعض من هذه الآيات التي وردت فيها كلمة مسيح. 1-الكاهن الممسوحׁׁׁׁׁׁ( הכהן המשיח): "إن كان الكاهن الممسوح يخطىء"(لاويين 3:4). "ويأخذ الكاهن الممسوح من دم الثور"(لاويين 5:4). 2-وجه المسيح(פני המשיח): "أنظر ياالله، والتفت إلى وجه مسيحك"(مزمور 9:84). "لاترد وجه مسيحك"(مزمور 10:132). 3-قرن المسيح(קרן המשיח): "ويُعطى عزًا لملكه،ويرفع قرن مسيحه"(صموئيل الأول 10:2). 4- مسيح ألوهيم(משיח אלוהים): "الرجل القائم في العلا،مسيح إله يعقوب"(صموئيل الثاني 1:23). 5-مسيح الرب(משיח יי): "لأنه مسيح الرب هو"(صموئيل الأول 10،6:24). "على سيدكم، على مسيح الرب"(صموئيل الأول 16:26). "فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرأ"(صموئيل الأول 9:26). "لأنه سبَ مسيح الرب"(صموئيل الثاني 21:19). 6-آثار المسيح(עקבות המשיח): "الذين عَيروا آثار مسيحك"(مزمور51:89). 7-المسيح الرئيس(משיח נגיד): "إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع..."(دانيال 25:9). نلاحظ من خلال الآيات أن كلمة "مسيح" جاءت بمعنى الكاهن الممسوح بالدهن المقدس في سفر اللاويين،أما في سفر صموئيل الأول والثاني يتحدث عن شاول الملك "مسيح الرب" وأيضًا مسح داود ملكًا وهو أيضًا"مسيح الرب". وقد أختلفت الدلالة في سفر دانيال،حيث يقصد بالكلمة"المسيح الرئيس"أى الذي له السيادة كقول النبوة"وله يكون خضوع شعوب"(تكوين 10:49)كما وُصف المسيح في سفر دانيال النبى بأنه"قدوس القدوسين"(دانيال24:9).
عملية المسح في العهد القديم[عدل]
جاء أول ذكر للمسح بالزيت في الكتاب المقدس عن يعقوب عندما مسح الحجر الذي كان قد وضعه تحت رأسه في بيت إيل(تكوين 18:28). وكانت عملية المسح تتم في العهد القديم"بالدهن المقدس"الذي كان يُصنع من أفخر الأطياب وأفخر أصناف العطارة وزيت الزيتون النقى. وكلم الرب موسى قائلآ:"وأنتَ تأخذُ لك أفخر الأطياب :مُرًاقاطرًاوقرفة عطرةً...وقصب الذريرة...وسليخة...ومن زيت الزيتون...وتصنعه دهنًا مقدسًا للمسحة يكون..ويكون هذا لى دُهنًا مُقدسًا للمسحة في أجيالكم"(خروج 22:30 -31). وكان الشخص أو الشىء الذي يُدهن بهذا الدهن المقدس يصير مُقدسًا،مكرسًاومخصصًاللرب،وكل ما يمسه يصير مُقدسًا:"وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة،والمائدة وكل آنيتها،والمنارة وآنيتها،ومذبح البخور،ومذبح المحرقة وكل آنيته،والمرحضة وقاعدتها.وتقدسها فتكون قدس أقداس.كل ما مسها يكون مُقدسًا".(خروج 26:30-31). وكان الكهنة والملوك والأنبياء يدهنون بهذا"الدهن المقدس" ليكونوا مقدسين،مكرسين ومخصصين للرب"وتمسح هارون وبنيه وتقدسهم ليكهنوا لى"(خروج 30:30).وقال الرب لصموئيل:"فامسحه رئيسًا(شاول)لشعبى إسرائيل".(صموئيل الأول 16:9)."وأتى رجال يهوذا ومسحواهناك داود ملكًا على بيت يهوذا"(صموئيل الثاني 4:2).وقال الرب لإيليا امسح ياهو بن نمشى ملكًا على إسرائيل،وامسح أليشع بن شافاط... نبيًا عِوضًا عنك"(ملوك الأول 16:19). وكانت عملية المسح تتم بصب الدُهن المقدس على رأس الممسوح وكذلك الأوانى والأماكن الطقسية المُراد مسحها وتقديسها فيصير الإنسان الممسوح مقدسا ويحل عليه"روح الرب"وتتحول الأماكن إلى قُدس للرب "ثم أخذ موسى دُهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه،ونضح منه على المذبح سبع مرات،ومسح المذبح وجميع آنيته،والمرحضة وقاعدتها لتقدسها.وصب من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه"(لاويين 10:8-12). وقال صموئيل النبى لشاول بعد مسحه ملكًا"فيحل عليكَ روح الرب فيتنبأ معهم(أى جماعة الأنبياء)وتتحول إلى رجل آخر"(صموئيل الأول 6:10)."فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه(داود)في وسط إخوته.وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدًا"(صموئيل الأول 13:16). وهكذا دُعى الكهنة والأنبياء والملوك ب"مسحاء الرب" كما جاء في سفر المزامير:"لا تمسوامسحائى،ولا تسيئوا إلى أنبيائى"(مزمور 15:105).ومفردها "مسيح الرب" فيقول"وحى داود بن يسًى،مسيح إله يعقوب"(صموئيل الثاني 1:23).ويصفهم الله بمسحائى"لاتمسوا مسحائى ولا تؤذوا أنبيائى"(أخبار أيام أول22:16).لأنهم مسحوا بالدهن المقدس وحل عليهم روح الرب.وصلة ويقومالشخص الممسوح بتنفيذ شريعة الرب وكل ما يريد على الأرض "هوذا قد جعلته شارعًا للشعوب، رئيسًا وموصيًا للشعوب"(إشعياء4:55).وكما يقول سليمان الملك بن الملك داود"اللهم أعطِ أحكامك للملك، وبرك لابن الملك"(مزمور 1:72). ويستخدم الزيت أيضًا لمسح الابرص عند تطهيره (أنظر لاويين 14: 11-18).كما يستخدم لمسح الوجه للحماية من الشمس (أنظر مزمور 15:104).
المخلص في منظورالفرق الدينية اليهودية[عدل]
يحدثنا تاريخ بنى إسرائيل عن إنقسام المجتمع الإسرائيلى إلى عدة طوائف وفرق كان لكل طائفة منها إراء خاصة فيما يتعلق بقدسية أجزاء العهد القديم أو رفض بعض المعتقدات أو الاجتهادات الواردة في التلمود أو الاختلاف حول العناصر المكونة للعقيدة.ولكن جميع الطوائف اليهودية قد آمنت بقدوم المسيح المخلص ومملكته ولكنها أختلفت فيما بينها حول تفاصيل هذا الإيمان.
السامريون[عدل]
السامرية فرقة دينية يهودية تُعد نت أقدم الفرق في اليهودية حيث يرجع تاريخها إلى عصر إنقسام المملكة إلى مملكة شمالية ومملكة جنوبية، وقد سموا أنفسهم (شومريم שומרים)أى "حُراس الشريعة"،وقد أطلق السامريون على أنفسهم "الإسرائيليون الحقيقيون" وهم من سبطى إفرايم ومنسى، لذلك يُدعون "أبناء يوسف" وينظر إليهم الإسرائيليون على أنهم خلطاء لا ينتمون إلى الدم اليهودى النقى،وذلك لاختلاطهم بالشعوب الآخرى بعد السبى الآشورى. ويطلق عليهم التلمود اسم"كوتيم כותים)نسبة إلى مدينة "كوت"إحدى الأماكن التي عاشوا فيها.وصلة وقد أطلق عليهم أيضًا سامريون نسبة إلى مدينة السامرة عاصمة المملكة الشمالية(أو "مملكة إسرائيل" وتتألف من عشرة أسباط تحت قيادة يربعام بن ناباط كانت عاصمتها "شكيم" ثم أصبحت فيما بعد "السامرة" وعاشت 210 سنة حتى سبيت إلى مدينة نينوى).وصلةوبعد إنقسام مملكة إسرائيل إلى شمالية وجنوبية، أصبحت السامرة مركزًا دينيًا ينافس أورشليم. ويمكن تلخيص عقيدة السامريين في النقط الآتية: 1-الإيمان بإله واحد،وبأن هذا الإله روحانى بحت. 2-الإيمان بأن موسى هو نبى الله،وإنه ليس بعده أنبياء. 3-الإيمان بتوراة موسى وتقديسها وبأنها كلام الله. 4-الإيمان بأن جبل جرزيم المجاور لنابلس هو المكان المقدس الحقيقى وهو القبلة الحقيقية الوحيدة لبنى إسرائيل.
المسيح في السامرية[عدل]
بالرغم من إنكار السامريون أسفارالأنبياء والمكتوبات من كتاب العهد القديم،إلا أنهم يؤمنون ببعض الأفكار المتضمنة فيهما،فهم يؤمنون بيوم الآخرة ويسمونه"يوم البعث العظيم"،كما يؤمنون بمجئ المسيح المخلص بالرغم من أنهاا جميعًا أفكار لم تتحدث عنها التوراة.
الفريسيون[عدل]
يمثل الفريسيون طائفة علماء الشريعة من الربانيين ويؤمن بأفكارها كثير من اليهود.ويعنى اسم الفرقة حرفيًا "المنفصلون"أو"المعتزلون"عن الآخرين لأسباب تتعلق بالطهارة الطقوسية،ويمثل الفريسيون فرقة دينية سياسية خلال فترة الهيكل الثانى. وقد تبنى الفريسيون التعليم الدينى اليهودى التقليدى. كان للفريسيون الكلمة العليا في عصر المسيح وتوجيه المجتمع ضده. وكانوا متبحرين في العلم وعلى علاقة جيدة بالولاة وخاصة في العصر الرومانى،وبعض الذين ترجموا الإنجيل أو الذين كتبوا عن علاقة اليهودية بالمسيحية أطلقوا عليهم اسم(فروشيم פרושים)بمعنى المفروزين أى الذين امتازوا عن الجمهور وعزلوا عنه،وأصبحوا لعلمهم وإتصالهم بالشريعة من الصفوة المختارة. والفريسيون بمسلكهم هذا يعتبرون الشريعة اليهودية هى المنبع الحقيقى للسعادة،وقد وُصف الفريسيون بإنغلاق الفكر والحرص على تنفيذ الشريعة حرفيًا ويفسرونها ويخرجون منها إنتاج جاف،ولذلك نجد السيد المسيح يحذر تلاميذه من تعاليم الفريسيين"وقال لهم يسوع:أنظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين...حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز،بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين"(متى6:16-12). ويمكن تلخيص الإيمان الفريسى فيمايلى: 1-يؤمن الفريسيون بالعهد القديم كاملاً وبنوة موسى وكل أنبياء العهد القديم. 2-الإيمان بالتلمود والمشنا والجمارا وبكل الروايات الشفوية. 3-يؤمنون بالبعث وقيام الأموات ويوم الآخرة والملائكة والعالم الآخر. 4-من أكثر الفرق التي تؤمن بالقضاء والقدر والثواب والعقاب.
المسيح في الفريسية[عدل]
لقد آمن الفريسيون بيوم الرب(يُطلق عليه اسم"يوم يهوه" وقد ورد في أسفار الأنبياء وهو يشير إلى الاعتقاد في مجئ يوم الرب الذي يحل فيه عقابه على الآثمين من بنى إسرائيل أو من تسببوا في اضطهادهم من الأمم الأخرى وهو اليوم الذي ينتصرون فيه على أعدائهم)، وبكل العناصر التي تحدث عنها الأنبياء مع إضفاء مزيد من العناصر الإسطورية وتمسكوا بالإيمان بالمسيح الذي سيأتى ليقود بنى إسرائيل في حملات عسكرية ضد الأمم الأخرى،وهى الحروب التي يتبعها-من وجه نظرهم-حالة هدوء وسلام،وتتميز بسيادة بنى إسرائيل على العالم فتأتى إليهم الشعوب متعبدة وتقدم القرابين إلى يهوه إله إسرائيل والخضوع لشعبه المختار.ويرجع الفضل إلى أعضاء طائفة الفريسيين في نشر أدب الابوكاليبس ،وهى الأداب التي تتناول يوم الرب وقدوم المسيح.
الصدوقيون[عدل]
يمثل الصدوقيون طبقة عليا تتكون من أمراء أورشليم وقادة المجتمع والطبقة الأستقراطية من اليهود والانتماء إلى فرقتهم ظل محصورًا على الطبقة العليا في المجتمع.وقد أختلف الباحثون حول أصل الأعلى صادوق الكاهن،وظل هذا المركز في أسرته حتى عام 162 ق.م.وصلة والبعض الآخر أعتمد على الروايات الفريسية القديمة التي تقول أن "أنتيجنوس السوخى" الذي كان من كبار كهنة الهيكل كان له تلميذان هما(صادوق)والآخر (بيتوس)وإلى الأول يُنسب الصدوقيون،وعندما وُجدت بعض النصوص التي ورد فيها ذِكر(البيتدسين)أعتبر البعض أن الصدوقيين والبيتدسين واحد. وقد سيطر الصدوقيون على الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية أما بالنسبة للديانة فقد أرتبطوا بالهيكل وطقوسه كما أهتموا بعلاقة النسب والدم والمكانة الإجتماعية والإقتصادية بينما أهتم الفريسيون بالتقوى والتعليم.وقد أنتهى وجود الصدوقيون مع خراب الهيكل في عام 70م على يد الرومان،وبزوال الهيكل زالت سُلطة الصدوقيين الدينية والسياسية وذلك على عكس الفريسيون. لم يستطع الصدوقيون مواكبة التطور الفكرى مثل الفريسيون مما أدى إلى اختفاء تلك الفرقة.ولقد أثر الفكر الصدوقى على طوائف دينية أخرى بعد ذلك أشهرها القراءون. ويتلخص الإيمان الصدوقى فيمايلى: 1- لاتؤمن بقيامة الأموات مرة أخرى. 2-لاتؤمن بالحياة الأبدية. 3-ترفض فكرة الثواب والعقاب في الآخرة. 4-تنكر وجود الملائكة والشياطين. 5-تنكر القضاء والقدر للإنسان. 6-تقول أن الأنسان خالق أفعاله بنفسه وحر التصرف. 7-تؤمن بقدسية العهد القديم فقط وترفض التلمود والمشنا والجمارا.
المسيح عند الصدوقيين[عدل]
على الرغم من عدم وضوح فكرة المسيح المنتظر في عقائدهم،لكن ربما كانوا يؤمنون بهاتأويل بعض النصوص في العهد القديم وخاصة في سفر إشعياء،ولكنهم لم يبرزوا تلك الفكرة ولم يلحوا عليها،لما رأوه من تحول الفكرة إلى نوع من الدردشة والتهريج على لسان الجهلة والعوام.ولعل ذلك هو الذي حدد موقفهم العدائى المعروف من المسيح،فاشتركوا مع الفريسيين في مقاومته ومعاداته."أما الفريسيون فلما سمعوا أنه أبكم الصدوقيين اجتمعوا معًا"(متى34:22).ويبدو أن رفض الصدوقيون لتلك الفكرة يعود إلى تمسك طائفة الفريسيين بها،وهى الطائفة التي كانت على عداء مستمر مع الصدوقيين.وصلة
القراءون[عدل]
طائفة القرائين كانت من أهم الطوائف التي أثرت في الفكر اليهودى وخاصة بسبب معارضة هذه الفرقة للربانيين،فقد تأسست ال فرقة بزعامة عنان بن داود(715-811)في العراق،الذي تم تعينه خلفًا لحاخام العراق الأكبر،وكان عنان معروفًا بميوله التحررية وخاصة إزاء شرائع التلمود،لهذا لقى معارضة كبيرة من الربانيين فهاجر إلى فلسطين،وقد كان يكره بشدة الربانيين، لأنهم سبب عزلته. وأنكر قدسية التلمود والجمارا والمشنا. وأسس عنان فرقة جديدة باسم القرائين نسبة إلى العهد القديم الذي كان يُطلق عليه لفظ مقراמקרא،وقد رفضت الفرقة التلمود والمشنا والجمارا وجعلت المرجع الأول والأخير لها هو العهد القديم .ولقب القراءون بعدة ألقاب منها"أبناء المقرا"و"أهل المقرا". وتتخلص مبادئ إيمان القرائين فيما يلى: 1-أن الله خالق العالم المادى والروحى من العدم. 2-أن الله خالق غير مخلوق. 3-ان الله واحد ليس له مثيل ومطلق في الوحدانية. 4-ضرورى على كل مؤمن أن يعرف التوراة في لغتها الأصلية. 5-الإيمان بالبعث والحساب. 6-أن الله يُجازى كل إنسان حسب طريقة حياته وظروفه. 7-أن الله لا يحتقر المنفين بل هو يطهرهم من خلال شخص المسيح المنتظر.
المسيح عند القرائين[عدل]
أما نظرتهم للمسيح فلم يؤمنوا بحتمية مجىء المسيح المخلص،بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك في معارضتهم للربانيين إذ جعلوا للإنسان دورًا مهمًا في مجئ المسيح وقالوا بإمكانية البشر العمل على اقتراب مجيئه الذي كان يعتمد على أفعالهم،فإذا كانت سيئة شريرة سيؤخر هذا من قدوم المسيح،أما إذاأتسمت بالخير والاستقامة فإن ذلك من شأنه أن يقرب قدوم عصر المملكة المسيحانية.وصلة وعن عقيدتهم في البعث والمسيح المخلص، فقد اتجهوا إلى "الإيمان بالبعث وبخلاص إسرائيل في آخر الزمان، هذا ولم يتم ذكر المسيح المخلص بوضوح، ولكن ليس هناك أدنى شك في مكانة المسيح المخلص عند هداسى (أحد علماء اليهود الكبار)"
الحسيديون[عدل]
يُعرف الأستاذ الدكتور حسن ظاظا الحسيديم"هيحاسيديم היחסידים" -بمعنى الأتقياء-بأنهم شعبة من المتصوفين وصلوا باليهودية المظلمة من ربيبة الجيتو إلى أقصى درجات الدروشة والتعلق بالبدع والخرافات وادعاء فعل الخوارق والمعجزات وعلم الغيب ونحو ذلك من مظاهر الدجل التي تلازم انحطاط الفكر الدينى.وصلة وقد بدأت الحركة الحسيدية في أقصى الجنوب من بولندا في أواخر القرن الثامن عشر.وهى تمثل حركة دينية صوفية معتمدة على أفكار القبالاه(مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار التي تحتوى على المضامين المتعلقة بالفلسفة الدينية والتصوف في اليهودية ويعتبر كتاب "الزوهر" هو الكتاب الأساسى المتضمن لأفكار القبالاه، وهو كتاب مجهول المؤلف يرجع بداية ظهوره إلى القرن الثالث عشر الميلادي)في أساسها.وكان من أهم العوامل التي ساعدت على ظهورها تلك الانقسامات التي حدثت بين اليهود بعد الحركة المسيحانية التي قام بها شبتاى تسيفى(هو أحد المسحاء الكذبة الذي تُنسب إليه الطائفة الشباتية "يهود الدونمة"،ولد في أزمير عام 1626م،وتوفى في ألبانيا عام 1676م)وغيرها.وكانت صلواتهم تتميز بالمرح والبهجة ثم شهد منتصف القرن الثامن عشر انتشارًا واسعًا للحركة الحسيدية على يد"بعل شيم توف" الذي كان أحد زعماء تلك المجموعة الصغيرة من الحسيديم في بولندا ،ثم ذاع صصيته في قدرته على معالجة الأمراض بالسحر والتعاويذ.وصلة ويهتم الحسيديم بالموسيقى والغناء لدورها في جذب الإنسان إلى الله،وتلعب شخصية الصديق צדיק"البار التقى" دورًا مهمًا في حركة الحسيديم،فهى في وجهة نظرهم شخص تقى متصل بالله وهو شخص مقدس في كل أفعاله وأقواله. وهناك فكرة في الحسيدية أن كل شىء منبثق من الرب وعلى ذلك فإن الآلام والأحزان ليس لها وجود حقيقى في العالم،لذلك يجب أن ينتشر نور الرب في كل الأرجاء وعلى ذلك ليس هناك مايدعو لليأس أو القلق فعندما يفرح الإنسان يعتبر في نظرهم أنه يخدم الرب.وصلة ومن أهم تعاليم "بعل شيم طوف": 1-أن الجميع متساوون أمام الله. 2-أن طهارة القلب أفضل من التعليم. 3-اليهودى له دور مهم في تحقيق خلاص الإنسان. 4-أن كل أفكار الإنسان وأفعاله يجب أن تتكامل وتكون في خدمة الرب. 5-وظيفة الإنسان علاج الشر وإخضاعه للنور الإلهى.
المسيح في الحسيدية[عدل]
لقد أختلفت الحسيدية في نظرتها للمسيح المخلص فهى لم تجعل شخصية المسيح شخص واحد،حيث أدركت الحسيدية خطورة الاعتماد على شخصية وفرد واحد فقط للوصول إلى مرحلة الخلاص،وهو الخطأ الذي وقعت فيه الشباتية مما أدى لى فشلها وفشل جميع الحركات المسيحانية حيث قالت أن هناك شخصيات معينة فقط تستطيع أن تنوب عن لأتباعهم في الوصول إلى مرحلة الإصلاح وجلب الخلاص لهم،وهم مجموعة من التسديقيم הצדיקים.وبذلك استطاعت الحسيدية التخلص من الفردية التي تميزت بها فكرة المسيح المخلص الواحد،حيث اعترفت الحسيدية بوجود عدد كبير من التسديقيم المكلفين بتخليص أبناء طائفتهم التابعين لهم من الشرارات والومضات الشريرة داخلهموصلة. كذلك نظرت إلى مهمة التسديق على أنها مهمة مؤقتة مرتبطة بزمن محدد هى فترة وجوده في الحياة الدنيا،وهو ما يشير إلى تطورًا أخر يميز مبدأ التسديق في الحسيدية ودوره في الخلاص فهو يجلب الخلاص لأبناء طائفته من بنى إسرائيل،ويتحدد نشاطه بفترة حياته في هذا العالم وصلة.
الخلاصة[عدل]
قد عرضتُ في هذا المبحث بعض الفرق الدينية اليهودية،وكيف ينظر كلٌ منهم لمجىء المسيح المخلص،فقد آمنت بعضها بمجئ المسيح المخلص مثل الفريسيون والسامريون على الرغم من إنكار الأخيرة أسفار الأنبياء والمكتوبات التي تُنبأ عن مجئ المسيح المخلص،بينما رفض الصدوقيون فكرة مجئ المسيح،أما القراءون فجعلوا للإنسان دورًا مهمًا في سرعة قدوم المسيح عن طريق أفعاله الحسنة. ولكن الحسيديون أختلفت نظرتهم تمامًا للمسيح المخلص،فقد كلفوا أشخاصًا بعينهم أطلقوا عليهم هتسديقيم لتخليص أبناء طائفتهم التابعين لهم. وعلى الرغم من اختلافهم في الإيمان بالمسيح المخلص إلا أن فكرة الخلاص تشكل جزءً كبيرًا من معتقداتهم.فهم ينتظرون المسيح لينشئ على الأرض ملكوت السماء ويحقق السلام والعدالة في الأرض. وقد تبين لى أن الخلاص لايتوقف على طائفة بعينها كما يعتقد الحسيديون،ولكن مجئ المسيح المخلص لتحقيق الخلاص للعالم كله.
المعارضة الدينية للصهيونية على ضوء فكرة المسيح المخلص[عدل]
أرتبطت الصهيونية بالتاريخ والتراث الدينى اليهودى وما يحتوى من عقائد وخاصة مفهوم الخلاص على يد المسيح المنتظر،لقد كانت الحركة إمتداد للفكر الخلاصى في اليهودية،وقد وصفها البعض بأنها حركة خلاص علمانية في الفكر ووسائل التنفيذ،وهذا يعنى أن زعماء الصهيونية أستغلوا فكرة دينية بحتة وهى الخلاص والمسيح المنتظر لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين من خلال استغلال كل الظروف المحيطة والتشجيع على تهجير أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين من أجل تحقيق وعد يهوه بالخلاص وصلة. وفى سبيل تحقيق وطن قومى لليهود شهد النصف الثاني من القرن التاسع تطورًا آخر في مفهوم المسيحانية والخلاص بإصدار الحاخامات عدد من الفتاوى مهدت الطريق للصهيونية السياسية للحصول على تأييد أكبر عدد من اليهود.ومن هؤلاء الحاخامات (يهودا القلعى 1785-1874م)،(شموئيل موهيفلر 1824-1898م)،(إسحاق كوك 1865-1935م)وغيرهم حيث قاموا بوضع شرط جديد أ مام مجئ المسيح وهو ضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين لاستعمارها والاستقرار فيها مدعين أن ذلك يعد خطوة نحو حدوث الخلاص وإقامة المملكة المسيحانية وتحقيق السيادة الإسرائيلية على العالم وقد عرف هذا التيار بالصهيونية الدينية وصلة.
المعارضة الدينية للصهيونية[عدل]
تنطلق اليهودية الأرثوذكسية المتشدددة"الحريدية"المسيحانية المعارضة للصهيونية ولدولة إسرائيل في رفضها للصهيونية،ردًا على استخدام الصهيونية للدين اليهودى،من أن الصهونيين يخفون الملابس الصهيونية الفجة تحت ثياب طاهرة ومقدسة،ولذلك فإنهم لا يسيرون على هُدى تعاليم الدين والشريعة اليهودية الحقة. ويرى هؤلاء اليهود الأرثوذكس المسيحانيون المعادون للصهيونية أنه كما أن النبى إرميا قد تنبأ بالمكروه لمعاصريه ممن استسلموا لخديعة الأنبياء المزيفين،فإن ما يحدث في العصر الحديث،هو تكرار لتجربة إرميا،حيث إن الكثيرين من اليهود إنجرفوا وراء أمواج الكلمات وخطب الدعاة الصهاينة الأنبياء المزيفين.إن دعاة الصهيونية في نظر هؤلاء الحاخامات اليهود هم بشر لم يقبلوا السيادة السماوية ولا الإرادة الإلهية ولا يتبعون طريق التوراة،ويتفاخرون بأنهم فادرون على تحقيق السلام لليهود وإنقاذهم من محنتهم الحالية،وهى مزاعم تنكرها جذريًا نصوص متعددة من التوراة والتلمود والمدراش،لأن الخلاص المسيحانى لا يمكن أن تتم بوسائل بشرية سواء كانت هذه الوسائل المال أو السلاح وصلة.:"هكذا قال الرب: مجانًا بُعُتم،وبلا فضة تُفكون"(إشعياء 3:52).ويقول زكريا النبى أيضًا:"لا بالقدرة ولا بالقوة،بل بروحى قال رب الجنود"(زكريا 6:4).وكذلك أيضًا:"وأمابيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم،ولا أخلصهم بقوس وبسيف وبحرب وبخيل وبفرسان"(هوشع 7:1).وقد أدرك الزعماء الدينيون اليهود منذ ظهور الحركة الصهيونية أنها حركة قومية علمانية،وتصدى أغلب هؤلاء للفكرة والحركة الصهيونية ليس بسبب طابعها العلمانى فقط،ولكن لإيمانهم أن أبناء مملكة إسرائيل لابد أن يتم على يد المسيح المنتظر وصلة. ولقد رأى هؤلاء أن مساعى الذين يسمونه أنفسهم بالصهيونيين وهى المساعى الرامية إلى تأسيس دولة قومية يهودية في فلسطين،تتنافى مع العقائد المتعلقة بإنتظار مجئ المسيح في اليهودية،وذلك كما وردت هذه العقائد والتعاليم في أسفار العهد القديم وفى المصادر المتأخرة للديانة اليهودية.وكان الدينيون المعارضون للحركة الصهيونية،ينطلقون في معارضتهم هذه من اعتقادهم الثابت بوجود فرق بين الدين والسياسة وقد كتب الحاخام "يوسف حييم سونفليد"زعيم الطائفة اليهودية الأشكنازية في القدس،عام 1898م رسالة إلى صديق له تضمنت هجومًا شديدًا على هرتسل-صاحب الحركة الصهيونية السياسية-وصفه فيها بأنه قادم من "الجانب الملوث".وأعتبر الفيلسوف اليهودى الأمريكى موريس س. كوهين عام 1919م،أن الصهيونية "تحاول دون جدوى استعادة فترات قصيرة من التاريخ اليهودى القومى التي تلاشت منذ وقت بعيد" وصلة. ويمكن القول إن أمل العودة وإحياء مملكة إسرائيل كان أهم قواعد اليهودية الأرثوذكسية لفترة تزيد على 1762عامًا-من ثورة بركوخبا عام 135م حتى بداية الحركة الصهيونية 1897م-ولد وانقرض خلالها ستون جيلاً من اليهود.إن هذه الأجيال المتتابعة كانت ترى جميعها أن تحقيق هدف العودة سيكون على يد "يهوه القدير"نفسه الذي سيرسل المسيح المخلص،للقيام بهذا العمل.وليس ذلك من عمل شعب الله المختار،كما نادت الصهيونية.واعتبر المتدينون أن اليهودية والصهيونية غير قابلتين للتوافق والانسجام،لأن الصهيونية تمرد على الله وخيانة للشعب اليهودى،وأن اليهودى الصالح لايمكن أن يكون صهيونيًا،والصهيونى لايمكن أن يكون يهوديًا صالحًا.ويشكل المسيح المخلص الذي يطلق عليه اليهود اسم "هماشيح بن دافيد"اعتقادًاعند عامة اليهود،منذ السبى البابلى(586ق.م).ويعزو بعض الباحثين هذه الظاهرة إلى من يخلصهم من أسر البابليين،لذا أقترن هم،انتظار المسيح عند اليهود بترقب عموم الخير،حيث ستنقلب حالهم عند قدومه إلى أحسن حال،وسيحقق لهم المسيح كل الأمانيهم،فيجمع لهم "شتات المنفيين"،ويعود بهم إلى "صهيون"ويحطم أعداء شعب "إسرائيل"،ويتخذ أورشليم عاصمة له،ويعيد بناء الهيكل ويحكم بالشريعة،ثم يبدأ الفردوس الذي سيدوم ألف عام(ومن هنا جاءت تسمية "الأحلام الألفية").وبقدومه أيضًا سيسود السلام في العالم،ويزول الفقر،وستحول الشعوب أدوات الحرب إلى أدوات بناء،ويصبح الناس كلهم موحدين،أحباء،متمسكين بالفضيلة.أما"صهيون" فستكون مركز هذه العدالة الشاملة،وستقوم كل الأمم على خدمة المسيح وصلة. وهناك خلاف بين الحاخامات حول المدة التي سيبقى المسيح خلالها على الأرض،فيقول بعضهم إنه سيبقى أربعين عامًا،والبعض الآخر سبعين عامًا،وفريق ثالث ثلاثة أجيال،وآخرون يزعمون أنه سيبقى آلاف السنين،ومن علامات قرب ظهوره عندهم إنتشار الفساد والفواحش والعقوق،ونزول المصائب على بنى إسرائيل وظهور مسيح آخر قبله يمهد له يُسمى المسيح بن يوسف وصلة. مما لاشك فيه أن فكرة "المسيح المخلص"إحدى العوائق الفكريةالتى جابهت الحركة الصهيونية. وقد لجأت إلى الالتفاف على هذه الفكرة عن طريق الإدعاء بأن جهودها لإقامة وطن قومى لليهود في فلسطين،ستكون من أجل تمهيد الطريق أمام قدوم المسيح. ولكن هذا التعليل لم يقتنع به قطاع واسع من اليهود،وخاصة المتدينين المتشددين"الحريديم".على سبيل المثال،أعتبر حزب أجودات يسرائيل"אגודת ישראל"أن الجهود لإقامة دولة يهودية في فلسطين،هى إعتداء على سلطة المسيح،واستعجال للنهاية.وعندما حاولت "أجودات يسرائيل"في الثلاثينيات مد الجسور مع الحركة الصهيونية أدت إلى هذه المحاولة إلى انشقاق صغير داخلها،أسفر عنه ظهور حركة "نطورى كارتا"،التي رفضت الاعتراف بالحركة الصهيونية وبدولة إسرائيل حتى اليوم وصلة.وينتمى معظم "الحريديم"في إسرائيل اليوم إلى التيار "الحريدى"المعتدل المتمثل في حزب "أجودات يسرائيل".وإذا كان هؤلاء "الحريديم"لايعتبرون أن دولة إسرائيل هى علامة على بداية الخلاص ويعتقدون أن عليهم انتظار قدوم المسيح،الذي سيأتى بالخلاص،إلا أنهم يعترفون بحقيقة الوجود السياسى لإسرائيل ويمتثلون لقوانينها،ويشتركون في الانتخابات للكنيست،ولديهم شبكة تعليم خاصة "بيت يعقوف"ويقيمون في أحياء منفصلة عن الجمهور العلمانى وصلة.ويمكن القول أن زعماء الصهيونية قد سخروا المعتقدات الدينية لخدمة الأهداف السياسية وإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين،وبذلك تحول مفهوم الخلاص من مفهوم دينى إلى مفهوم سياسى.وهذا مارفضه اليهود الأرثوذكس"الحريديم"فالمسيح المخلص سيأتى دون جهود بشرية من خلال وعد يهوه.
نبوات العهد القديم عن المسيح المخلص وتحقيقها في العهد الجديد[عدل]
شهادة أسفار العهد القديم لشخص المسيح[عدل]
نبوات عن خلقة العالم بالمسيح الكلمة[عدل]
"بكلمة الرب صُنعت السماوات،وبنسمة فيهِ كل جنودها"(مزمور 6:33)...وكلمة الرب هنا تعنى المسيح...وجاء في فاتحة إنجيل يوحنا:"في البدء كان الكلمة .والكلمة كان عند الله،وكان الكلمة الله.هذا كان في البدء عند الله.كل شىء به كان .وبغيره لم يكن شىء مما كان"(يوحنا1:1-3).ويقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين:"بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله"(رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 3:11). ويقول أيضًا:"فإنه فيه خُلق الكل :ما في السموات وما على الأرض،ما يُرى وما لا يُرى،سواء كان عُروشًا أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطين.الكل به وله قد خُلق"(رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى 6:1).