قاعدة الاستِبدال
:
الأفعال الدالة على الاستبدال هى: بَدَلَ، بَدَّل، تَبَدَّلَ، أَبْدَلَ، استبدل
وأنّ الإجماع منعقد على أن هذه "الباء" متى وجدت فإنها لا تدخل إلا على المتروك أو المحذوف وإلا كان استعمالها خاطئا.
ويؤيد ذلك عديد من الآيات القرآنية الشريفة ومِن بينِها: في قصةِ سيدِنا موسى وقومِهِ:
[ أتستبدلونَ الذي هو أدنى بالذي هو خير] عندما طلبوا منه طعامًا أدنى منزلةً
وأنّ كثيرا من البلغاء والفصحاء لم يسلم من الوقوع في هذا الخطأ وإن من بينهم "شوقي" حين قال:
أنا من بدل بالكتب الصحابا .... لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
فقد انقلب المعنى الذي يقصده الشاعر - أي ترك الأصحاب وتفضيل إلى ضده لأنه أدخل الباء على الكتب وليس على الصحاب.
ويقولون إن النقد الذي وُجِّهَ إلى شوقي هو الذي دفعه إلى إعادة النظر في هذا البيت وتغييره إلى :
مِلتُ للكتْب وودعت الصحابا .... لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
فاستقام المعنى وصح التعبير.
ومن الجدير بالذكر أنّ أن هذه الباء ليست لازمة دوما، وليس ضروريا أن تأتي في جميع حالات التعبير عن معنى الاستبدال،
فقد جاء في القرآن الكريم تسع وثلاثون آية من آيات الاستبدال وليس فيها هذه الباء، من ذلك قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفرا "
والله أعلم
أمثلة للاسْتِرشاد:
الخطأُ الشائع:
كنت أتحيّن دوري (لأستبدلَ رغيفي) (بقصةٍ أو ديوانِ شعر)
والصحيح: كنت أتحيّن دوري لأستبدل (برغيفي) (قصةً أو ديوانَ شعر)
فالباء تدخُل على المَتروك!!!
:
وآخرُ مَن وَقَعَ في فَخِّها: الكاتبة الجزائرية الشهيرة: أحلام مُستغانِمي؛ حين قالتْ:
ما فائدةُ الوطن يا أبي؟ ج: أن نستبدلَهُ بالمُخيَّمات ...
وهذا خطأ؛ فالوطن(المتروك) قد ضاع وتحوَّلَ مع النزوحِ إلى مُخيمات؛ أي: قُدِّمَ ثمنًا للجوء
فالصحيح هو:
أن نستبدلَ المُخيّماتِ بالوطن؛ أو: أن نستبدِلَ بِهِ المُخيَّمات
*في بدءِ تطبيقِها تغدو صعبةً أو مُستحيلةَ الفهم؛ وبالتَّأنّي والمُثابَرة؛ والقياس على شبيهٍ نعرِفُهُ؛ نعتادُ تطبيقَها
*ويتيسَّرُ فهمُها وتطبيقُها بلا أخطاء عندما نتصوّرُ دائمًا أن (المتروك) = (الثمن المدفوع)
لعلّي أفدتُكم