عندما تذبل الظلال
...........
وصلت أخيرا إليك
يملؤني الطريق حتى الظمأ
الطريق باهت وقت الظهيرة
والخطا (والخُطى) ثملى
قالوا أنه (إنهُ) وقت الحصاد
لكن
لا سنابل في الأفق
ولا بيادر تحتفل
وتمد سجادها الأحمر
للقادمين
للكادحين
فقط
جاء جباة الضرائب
الأكف تصفر
جروحها الغضة أتعبها اليباس
ولا مجير
....
بماذا تفكر الآن
أنت محني الظهر
أنهكك ذات الوجع
والفراق
ربما الإفلاس أقعدك مضاجع القدر
تفكر باليباس
القحط على بعد سرّة من نهار
والقمح لم يزل خبيئة الأرض
تروّض حصانك الموهوم
والبيادر فقدت ذاكرتها
والظل لم يعد ذلك الظل الدفيء
...
هل تفكر في الرحيل
بلى
لكن إلى أين؟
تظل وجهتك العبث
وأنت ربيب حقدك
موتك
والفراغ
......
على ذات ظلك تنمو
طحالب الوقت السقيم
المدينة تتسع
تمتزج فيك
تزداد الضحايا
كالطحالب
دهان الوقت يزداد سوادا
الليل يتسع
والخيول لم تأتِ
لن تأتي يا صديقي
في صحراء العروبة
لا تنمو إلا الظلال
وعلى مرافئها الطحالب
وتذبل كل ظلالك
والنهار
..........