ذات أيار
.....
جاءت هنا مع كل النزيف
وماء النهر المتهدل من أكمامها
لتنحت كل خطوط الجغرافيا
وترسم حدودا جديدة لم تكن من قبل استفاقتها
جاءت لتضع مسارات جديدة للنجوم والكواكب
والأشجار والغيوم
تغني موشحها ..ذاته موشحها القديم
وتفول/وتقول/ إن ماء النهر هذا ينبت الحنطة والخبز في كل الأزمنة
....
كل أغانيها جاءت مع الغياب
لتبدد صمت الأمكنة
ضجيجها
ألم المخاض
ساحة العزاء
الجموع
وصوت سيارة الإسعاف
وغناء الحصادين في ليالي أيار
......
في أيار الآخر جاءت في ذات الساعة
تحمل عناقيدها
وسوارا في معصمها
كانت تغني ذات أغنية الحصادين
وسلة خبز
ووسادة بلون الدمع
في مساء باهت اللون جاءت
موسيقى صمتها كانت حفيفا
وزهر دراق
ومشكاة
وعطر جوري تناهى
إلى صمت الساهرين
...