الفينيقيون

1-التعريف بالفينيقيين:
الأصل والتسمية:
إن الحضاره الفينيقيه من أهم الحضارات التي شهدها التاريخ..
وما زالت محط نظر الكثير من التجار والعلماء والتي من خلالها يتزودون بكثير من المعلومات والخبرات
ومازال العلماء يبحثون ويطورون في البحث عن الحضارات السابقه وعلاقتها بالبشريه اليوم..
وقد عنيت الحضاره الفينيقيه بإهتمام الكثير من العلماء حيث اصبحو يقتفون أثر الفينقيين حاليا عن طريق الحمض النووي..كذالك استخدم العلماء الحمض النووي لاقتفاء اثر الفينيقيين الذين بسطوا نفوذهم على البحر المتوسط منذ آلاف السنين.

هؤلاء الأقوام ظهروا في شمال منطقة مايسمى بالهلال الخصيب بداية الألف الثالثة قبل الميلاد ، ثم نزحوا بعد ذلك إلى الساحل السوري. وهناك من المؤرخين المحدثين من يعتبر أن منطقة الشمال الشرقي من سوريا، هي المهد الأول للساميين الشماليين، ويدلل على ذلك بتلك الهجرات الآشورية ثم البابلية التي خرجت لتستقر في بلاد مابين النهرين. لقد سمي البحر الأبيض المتوسط ببحر «أمورو» وضمن الهجرة الأمورية جاءت الأقوام الكنعانية التي توضعت في سوريا الوسطى والساحلية وفلسطين، وكلمة كنعان تعني في اللغة السامية «انخفض» وهي مشتقة من فعل «كنغ» ويقصد بالأرض المنخفضة هنا انخفاض الساحل الفينيقي بالنسبة لجبال لبنان التي هي امتداد طبيعي لجبال طوروس في آسيا الصغرى. أما التسمية المهنية فقد أطلقها «الحوريون» على سكان الساحل السوري من الكنعانيين ، وهي التسمية اليونانية التي تعني هي الأخرى صباغة الأرجوان التي اشتهر بها التجار الفينيقيون في حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد وبذلك تكون كلمة فينيقي مرادفة للكلمة كنعاني، وقد كان الفينيقيون يسمون أنفسهم بالكنعانيين ، ويدعون بلادهم بأرض كنعان.


المجال الجغرافي والإطار التاريخي:

تقع فينيقيا على الواجهة الشرقية للبحر المتوسط ما بين آسيا الصغرى شمالا و فلسطين جنوبا فهي تشكل شريطا ساحليا ضيقا يمتد على حوالي 200 كلم طولا من الشمال إلى الجنوب و مابين 20 و 30 كلم عرضا أي ما يوافق لبنان حاليا تقريبا ، تهيمن علية جبال لبنان شرقا التي تنحدر تدريجيا نحو الغرب مفضية إلى سهول ساحلية ضيقة و متقطعة تتعاقب فيها نتوءات وصخرية و خلجانا مكونة مواني طبيعية ملائمة للأنشطة البحرية.
وقد عاصر الفنيقيون الدولة الآشورية والحيثية والفرعونية.
كما شكلت فينيقيا منطقة عبور و ممرا طبيعيا بين الفضاءات الحضارية لمنطقةالشرق القديم مثل مصر و بلاد الرافدين وكذلك بلاد الإغريق وهو ماجعلها محل أطماع هذه القوى المجاورة
2-مميزات الحضارة الفينيقية:
الحروف الأبجدية:
اقترن إسم الفينيقيين بالحروف الأبجدية التي ينسب إليهم أنهم أول من تعرف عليها فقد كان الفينيقيون بحكم وضعهم الجغرافي يحتلون مكانا وسطا بين شعبين استطاعا أن يصلا إلى التعبير عن أفكارهم وتسجيلها بالكتابة، التي برزت في حضارة وادي الرافدين والنيل أي المسمارية والهيروغليفية.
ماساعد الفينيقيين في ابتكار الأبجدية التي تتميز بسهولة النطق والكتابةوقد تكونت من 22 حرف.
الصناعة:
إشتهر الفينيقيون في عدة صناعات من اهمها :
صناعة الصبغة الأرجوانية:
إشتهرت جميع المدن الفينيقية بهذه الصناعة ، لكن مدينة صور كانت لها الريادة في صناعة هذه الصباغة، والتي كانت تستخرج من قواقع بحرية وبطريقة خاصة ، جعلت الفينيقيين يحتكرون هذه الصناعة ذات الشهرة العاليمة.
صناعة النسيج:
كانت صناعة النسيج والغزل من اهم الصناعات التي قامت بدور كبير في الحياة الإقتصادية، وبحكم توفر الفينيقيين على الصوف والقطن والحرير فقد برعوا في هذا المجال أيضا .
صناعة المعادن:
عرف الفينيقيون كيفيت استخدام النحاس والبرونز والحديد في مختلف المجالات من صناعة أسلحة وأواني وما إلى ذلك . وقد استخدموا الفضة أيضا المجلوبة من إيبيريا لصناعة الحلي والأسلحة والنفائس.
صناعة الزجاج:
كانت صناعة الزجاج من الصناعات التي تفوق فيها الفينيقيون لكنهم لم يكونوا مخترعيها ، بل يرجع إليهم فضل نشر الزجاج مع إضافة بعض التحسينات. هذا ويرجع اختراع الزجاج إلى مصر.
التجارة:
يمكن اعتبار التجارة هي الحرفة الرئيسية للفنيقيين ومرد الإقتصادي الرئيسي أو الأهم.
ساعد موقع فينيقيا الساحلي على أن تصبح مركزا للتجارة البحرية، ولم تكن التجارة البرية ترقى لمتطلبات الفينيقيين خصوصا مع تحكم القوى الكبرى في الطرق التجارية البرية ، ومن اجل تحقيق أهدافهم التجارية كان لابد للفينيقيين من إيجاد عوامل ملائمة:
بالإعتماد على الجزر كمحطات ربط واستراحة بين مختلف الطرق التجارية
واستثمار جيد للتيارات البحرية لتساعد في اجتياز المسافات الطويلة
الإعتماد على سفن متينة قادرة على تحمل الرحلات الطويلة
فساهمة هذه العوامل، إضافة إلى توفرهم على صناعات وتنوع البضائع، كالصباغ الأجواني والخزف والزجاج والعاج والفخار والفضة. في إكساب التاجرة البحرية الفينيقية شهرة أسطورية وذاع صيتهم .
الموانئ:
تميزت الموانئ الفنينيقية بأرصفة قوية وحواجز جدارية وقد اعتمدوا مبدأ المينائين
وساعد في ذلك أن المدن الفينيقية أغلبها بني على رؤوس داخل البحر أو جزر قريبة من الساحل
كمثال مدينة صيدا لها مينائين أحدهما على الشمال والآخر جنوبا
والفرق بينهما أن الميناء الأول تجاري والثاني حربي
وقد اعتمد هذا المبدأ في كل مدن فينيقيا ومستعمراتها
السفن:
كانت السفن الفينيقية بادئ الأمر تجارية أو للصيد البحري، وقد كانت السفن التجارية طويلة بمقدمة مرتفعة ولها شكل حيوان وكان شراعية ثم إضيف إليها المجاديف, وكانت سعتها كبيرةلاستيعاب البضائع.
أما الحربية فلها مقدمة حادة معدة للصدام ، وتحمل في آخرها عارضتين طويلتين تقومان مقام الدفة.
وتجدر الإشارة أن ملاحة الرحلات البحرية اعتمد على النجم القطبي المسمى فونيكس، لتحديد الإتجاه
، ونهجو تقنية الأساكل ، التي تتمثل في الرسو عند كل مغيب باليابسة لاستراحة البحارة والمجدفين.

3- عوامل التوسع الفينيقي:
لمعرفة أسباب التوسع الفينيقي نحو البحر المتوسط ،يجدر بنا معرفة العلاقات الدولة التي سادت تلك الفترة،ويمكن إستخلاص العوامل في تلاث عاومل رئيسية نوضح من خلالها.
أ- العامل السياسي:
وتمثل في الصراعات الساسية والعسكرية التي كانت تخوضها الدول المجاورة للساحل الفينيقي، والتي تمثلها الإمبراطورية الآشورية بالرافيدين والفراعنة بالنيل والحيثيين بآسيا الصغرى.
كما ساهم الفراغ السياسي في المتوسط ، وبحكم ان الفينيقيين نهجوا سياسة سلمية فقد ارتؤوا النأي بأنفسهم عن الصراعات والتوسع في الحوض المتوسط.
العامل الإقتصادي:
دفعت قلة المساحات الزراعية الفينيقين للبحث في البحر عن بديل اقتصادي سيتمثل في التجارة.
وبحكم أن مواقع المدن الفينيقية تقع في رؤوس بحرية أو جزر ،وتوفرهم على الأشجار خصوصا الأرز ساعدهم على نهج الميدان البحري التجاري خصوصا بعد ابداعهم في صناعة السفن.
وتوفر الفينيقيين على صناعات كثيرة مثل الحلي وغيره، ونهمهم الشديد للبحث عن موارد ومعادن جديدة .
العامل الأجتماعي:
تمثلت التشكيلة الطبقية للفينيقيين ، في ملك او حاكم للمدن وطبقة المهنة والأثرياء ثم عامة الشعب .
وفي ظل اتباع سياسة المدينة الدولة، سادة النزاعات الداخلية وكثر التنافس والخلافمما نتج عنه تفكك وانعادم وحدة سياسة متماسكة بين المدن الفينيقية.
بالتالي يمكن القول أن الأسباب التي دفعت الفينيقيين إلى المتوسط هي الأبتعاد عن بؤرة الصراع والعسي وراء الأرباح ، والحصول على المعادن الثمينة وتسويق منتجاتهم.


4- المدن والمستعمرات:

المدن الفينيقية الرئيسية :
يجدر بنا الإشارة إلى أن الفينيقيين لم يكونو دولة متماسكة بقدر ماكانوا تحالف وتعاقد بين مختلف الدول المدن.
*صيدا: المدينة الأم، بنية حوالي 3000 آلاف ق م، لأن الإغريق كانو يسمون الفينيقيين بالصيدونيين، يتواجد بها ثابوت الإسكندر المنقوش عليه، بعض الرسوم التي تشير إلى بعض المعارك والبطولات.
*صور: وهي أقدم وأشهر مدينة فينيقية بناها أهل صيدا وكانت تعتبر مركز التجارة وبعض الصناعات , وقد تألفت من جزئين واحد على صخر بحري وآخر على البر. وقد نالت شهرا واسعة من خلال مقاومتها للإسكندر، الذي سيدخلها عام 332 قبل الميلاد ،بعد حصارها 7 أشهر بمساعدة أساطيل صيدا وأرواد وجبيل.

*جبيل: كانت اهم ميناء, مشهورة بأشجار الأرز وصناعة السفن، ويعتبر أهلها أمهر صناع سفن فينيقيا يوجد بها قبر الملك حيرام، وعثر بها على أقدم لوحة للأبجدية الفينيقية وكثير من المعابد.
* أرواد : تقع في جزيرة اشتهرت بنظام فريد لتصفية مياه البحر، وتخزين المياه العذبة.
زيادة إلى 21 مدينة ثانوية نذكر منها:
بيروت/ , طرابس.
أوغاريت اي رأس شمرا الحالية في سوريا.
انترادوس هو الاسم القديم ل طرطوس السورية.
عمريت ،سميرا
عكا على الساحل الفلسطيني
المسعمرات:
قبرص
فاماغوستا المدينة القبرصية.
كيتيون وهي مدينة لارنكا الحالية.
مالطا / رودس
لبروتون والتي تعرف اليوم بمدينة صبراتة في ليبيا
سوسة أسسها الصوريون قبل تأسيس قرطاجة
قرطاجة أو مدينة قرطاجة
أوتيك وهي موقع مدينة عتيقة الحالية التونسية
سكيكدة الحالية في تونس
ثيناي وتابارورة وهما بجوار مدينة صفاقس التونسية الحالية.
كركوان على الساحل التونسي.
هيبو والتي تعرف اليوم بمدينة عنابة إحدى مدن الجزائر.
تيباسا وهي مدينة تيباسا الجزائرية
أيول أي شرشال الحالية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بالجزائر.
قرتا أي قسنطينة الحالية
ليكسوس وهو الاسم القديم لمدينة العرائش وهي أقدم مستمعمر فينيقية أسست عام 1111 ق م
طنجة
سبتة
مليلية
بالميرو في جزيرة صقلية.
ميثانا على ساحل صقلية.
كاستيلو والتي هي مدينة كالياري الإيطالية.
جزيرة سردينيا
أولبيا مدينة في شمال شرق جزيرة سردينيا.
ألغيرو، مدينة إيطالية
اوثوكا وهي مدينة أوريستانو الإيطالية
مدن كالاريس، نورا، بيثيا، سولسيس، تاروس، بوسا، توريس وجميعها في جزيرة سردينيا

و مستعمرات بجزر الباليار
مالاكة اي مدينة مالقة الأسبانية الحالية.
غاديرا التي هي مدينة قادس الأسبانية.
أُونُوسْ بَعْل وهي مدينة ولبة بالجنوب الغربي لإسبانيا.
ترشيش على الساحل الأسباني.
وأخيرا غيثيو والتي هي مدينة ييثيواليونانية
خاتمة:
يمكننا القول ان الحضارة الفينيقية تميزت بالطابع السلمي، في توسعها واعتبروا صناعا مهرة ومستثمرين وتجارا مبهرين، نبغوا في عديد المجالات .
لكن بحكم الضعف السياسي وغياب الوحدة والتماسك، ستسقط في دوامات القوى الكبرى، لتنتقل كفة الميزان من ساحل لبنان، إلى تونس ، لتشرق من قرطاجة شمس غربية.





المصادر والمراجع
1-جورج كونتنو-الحضارة الفينيقية.ترجمة محمد عبد الهادي.
2-احمد فخري-دراسات في تاريخ الشرق القديم.
3-محمد الصغير غانم التوسع الفينيقي في غرب البحر المتوسط.
4-حسن محمود.حضارة مصر والشرق القديم.
5-أبو محاسن محمد عصفور.المدن الفينيقية
6-د يوسف مزهر.تاريخ لبنان ج/1.
7-فيليب حتى.تاريخ سورية ولبنان و فلسطين،ترجمة جورج حداد.
8د محمد بيومي مهران،المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم.