شعراءالعربية في الاندلس
المجلد السادس
بقلم : د فالح الكيلاني
عائشة القرطبية
هي عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية
أديبة شاعرة كاتبة فنانة، ولدت في قرطبة ولم تغادرها ولم
تعرف سنة ولادتها .
عاشت في القرن الرابع الهجري الذي شهِدَ فيه الأندلس نهضة علمية واسعةً ونشاطاً أدبيَاً عظيما وثقافياً عاماً، و برز فيه أعلامٌ من كبار الكتّاب والشعراء والمؤلفين، وكان هذا القرن مهداً للقرن الخامس الهجري الذي بلغت الاداب والعلوم والفنون من الذروة قمتها . فكانت شاعرة تقول الشعر ارتجالا وقد عنيت عائشة القرطبية بجمع الكتب وخاصة كتب الشعر والادب ، فكانت لها خزانة كبيرة .
وقيل انها ماتت عذراء لم تتزوج ورغم أنوثتها وجمالها الرائع الا أنها ذات إباء وهمة وترفع . فرغبت عن الزواج. وقيل تقدم لخطبتها كثير الا انها رفضت ذلك اذ كانت ذات همة واباء وترفع وقيل انها خطبها بعض الشعراء فلم تره كفأ لها ولما
أ لح في رغبته بالزواج منها كتبت إليه تقول :
أنــا لبــوة لكنـنـي لا أرتضــي
نفسي مُناخا طول دهري من أحد
ولو أنني أختـــار ذلك لم أُجـِــبْ
كلباً وكم غَـلَّقْتُ سمعي عن أسد
لقد توفيت عائشة القرطبية بقرطبة سنة \400 هجرية – 1009 ميلادية .
وقد وصف ابن حَيّان في كتابه الشهير (المُقتبس) عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية بقوله:
( لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس مَنْ يَعْدِلُها علماً وفهماً وأدباً وشعراً وفصاحةً، تمدحُ ملوك الأندلس وتخاطبهم بما فيهم .
ومن شعرها تقول:
لولا الدموع لَما خشيتُ عذولا فهيَ الّتي جعلت إليك سبيلا
دخلت على ( المظفر بن المنصور أبي عامر) وبين يديه ولد له فقالت ارتجالا تنشده:
أراك الله فيه ما تريد
ولا برحت معاليه تزيدُ
فقد دلت مخايله على ما
تؤمله وطالعه السعيدُ
تشوقت الجياد له وهز
الحسام هوى وأشرقت البنودُ
فسوف تراه بدراً في سماء
من العليا كواكبه الجنودُ
وكيف يخيب شبل قد نمته
إلى العليا ضراغمه أسودُ
فأنتم آل عامر خير آل
زكا الأبناء منكم والجدودُ
وليدكم له رأي كشيخ
وشيخكم لدى حرب وليدُ
امير البيــــــــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى- بلدروز
**********************