منذ سقط من رسمي حرف
و أنا أجهل تنسيق العناوين
أمي حائكة صوف ، تستبدل بضاعتها مع الباعة الجوالين
أبي كان سكيراً ، يترنح بين حانات الخمر
أخطأهُ الرصاص تكرارا ، أو لربما سقط رأسه بين كتفيه كلما مرّ بعيون القناصين
الصوف لا يُشترى بالصيف
وحتى في الشتاء المُشتري آخِرُ المارين
المخبز آخر الشارع كُنّا نقترض الخبز
وكنت أتحيّن دوري لأستبدل بِرغيفي قصةً أو ديوانَ شعرٍ من إحدى طبليات الكتب المرصوصة على الرصيف
كنت أتعمد تمزيق الغلاف وشق المقدمة حتى لا تكتشف أمي الأمر
حين تفتقد الرغيف السادس أدّعي أني تناولت حصتي عودةً على الطريق
فمنذ سقط من رسمي حرف
خواطري تمشي عارية بلا عناوين