فتنة الجمل أثارها في التاريخ الإسلامي
القسم الأول
تشكيل المذاهب وتعددها
بالنسبة لجيلنا الحالي لا يوجد صورة صادقة عن هذا الحدث لأن الله تعالى لم يحدثنا عنه إنما يوجد آيات تشير إلى مثل هذا الحدث
الحجرات
) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10
سورة النساء
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)
إن هذه الآية تبين لنا إن الخبر أذا جاء من عند غير الله يفقد مصداقيته ويصبح فيه اختلاف كثيرا
إن هذه الفتنة قسمت المسلمين إلى قسمين ولكن ما لبث كل قسم منهما إن تحول مذاهب وفرق متعددة فقالوا إن الرسول بشر بأن أمته إلى 72فرقة واحدة منها في الجنة والباقي في النار
وكانت كل فرقة تدعي أنها الفرقة الناجية التي تدخل الجنة وعلى مر الزمن أصبح عدد المذاهب بالعشرات ويمكن إن تتشكل مذاهب جديدة لأن العدد مفتوح حتى يصل 72 وكل فرقة من هذه الفرق أصبح لها أماكن عبادة وكتب خاصة بها وجمعيات ومزارات وبلغ امتداداها على مساحة جميع الأقطار الإسلامية وأصبح الذي يريد إن يفهم هذه الفرق إلى دراسة في أكادميات علم الأديان المقارن ليعرف مصادر كل فرقة وعلاقتها في الأديان الأخرى وحتى بعضها تستمد فلسفتها من الوثنية وأصبح الذي يريد إن يدخل الإسلام من الناس لا يكفي بأن لا إله ألا الله وان محمد رسول الله فكان لا بد من إن ينتسب إلى أحدى المذاهب الفقهية والفلسفية والأئمة المحدثين والأئمة المعصومين وأئمة الطرق الصوفية الذين ينسبون أنفسهم لأهل البيت وان يعرف أسماء الأئمة السبعة وأئمة العصر والانقسامات التي حدثت بين كل واحدة من هذه الفرق ولا مجال لإحصاء جميع هذه الفرق فكيف أذا أردنا معرفة المبادئ التي تقوم عليها فبعضها ظاهر وبعضها باطن إن هذه الأفكار كانت تسيطر على أذهان الناس في العالم الإسلامي بينما كانت أوروبا تتخلص من الهرطقة الدينية وتبدأ عصر النهضة وتستكشف القارة الأمريكية وتصنع محركات الديزل والبنزين والطائرات والسفن والسيارات كان المسلمون يجرون مناظرات بين المعتزلة و الأشعرية لمعرفة أفعال الله ويؤمن عامتهم إن أولياء الله يخرجون من قبورهم لمساعدة الناس وكانوا يطلبون من المزارات الرحمة والمساعدة لشفاء أمراضهم ولا يزالون حتى الآن وقد وصل لبلادنا البنسلين والأدوية لنشفا من أمراضنا ووصلن إلينا الكهرباء لتنير بيوتنا وصرنا نركب الطائرات ونشاهد التلفاز وليس لنا في صناعة هذه الأشياء أي جهد هل يجب إن نناقش 1300عام أخرى قضية الجمل
لماذا لم تناقش اليابان فتنة قصفها بالقنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي ولماذا لم تناقش ألمانيا وأوروبا نتائج الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها 60 مليون نسمة وتابعت تطورها لماذا لا تناقش اليابان ما قاله ابن الأثير الياباني قيل 1300 عام أو تناقش المؤرخ الكبير ابن الطبري الألماني وتتجاهل هذه المراجع التاريخية والفقهية العظيمة
لا حول ولا قوة ألا بالله العظيم
انتهى القسم الأول ....