فتنة الجمل وأثارها في التاريخ الإسلامي القسم الثاني
إن لمؤرخين القدامى من منظار التنافس على الزعامة ما بين إسرتين من قريش الأمويين والهاشميين ولكن هذه النظرة ضيقة لمثل هذه القضية التي امتدت تاريخيا وخاصة بعد انقراض
هاتين الإسرتين من قريش
ولكن نلاحظ إن كثيرين ممن ليس لهم صلة في العرب يدعون أنهم من أهل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والملفت للنظر إن هؤلاء المزيفين أطلقوا على أنفسهم نسب مزيف لأن رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس أبا لأحد منهم حيث لم يكن له سوا بنات والبنات لا يحمل أبنائهن إلا أسماء أبائهم وهذا هو الحق بالعرف والعلم والدين وهدفهم هو إن يستمروا في أحياء الفتنة على اساس أنهم ورثة احد أطرافها
سورة الأحزاب
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40
وهكذا أراد الله عز وجل بهذه الآية الكريمة إن يفضح هؤلاء الكاذبين لأنه أحاط بكل شيء علما ولكن جعل زوجات الرسول هن أمهات لجميع المسلمين
سورة الأحزاب
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
وهكذا أقتضت حكمت الله إن يجمع جميع المسلمين بكل ألوانهم واشكالهم بزوجات رسول الله هن أمهاتهم وأولهن خديجة وعائشة رضي الله عنهن جميعا وان رسول الله هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم (أي من نسبهم الوراثي)
ولكننا نقرأ في صلاتنا (اللهم صلي على محمد وأل محمد ) هنا تظهر علاقة الإيمانية في الرسول والله عز وجل يعتبرها الاساس في الأخوة بين المسلمين
سورة هود
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)
سورة المؤمنون
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104
إن أل محمد هم أمته العظيمة من جميع الأنساب والأعراق وبيته الكبير على مساحة الأرض تحت مظلة التوحيد لله سبحانه وتعالى وأنهم جميعا أخوة مؤمنون
سورة الحجرات
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
نلاحظ في العصر الحاضر إن الدعوة العرقية في تسمية الجغرافية فالبعض يسمي الخليج العربي وأخرين الخليج الفارسي وربما يقول البعض لماذا لا يكف العرب أنفسهم الأمة العربية وجواب على ذلك
إن الحكمة الالهية إن يكون القرءان لسان عربي مبين
سورة النحل
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103
سورة طه
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)
سورة الشعراء
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195
سورة فصلت
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)
الحكمة في لسان عربي مبين أنه لا يحتمل التأويلات التي تخرج عن المعنى المراد وان الشعوب العربية ليست رابطة دم بدأت بأبراهيم عليه السلام من العرق الأري وهاجر الأفريقية وامتد هذا الهجين في بلاد الشام وشمال أفريقيا ليشمل البابلين والأشوريين والأكاديين والكنعانين والفنيقين والأقباط والأمازيغ وقبائل أفريقية أخرى ونعود الى فتنة الجمل التي بدات على شكل خلاف بين اسرتين هم أبناء عمومة وقد وجتا انهما تقودان جيوش كبيرة كانت تحارب بعضها قبل الاسلام تحت أمرة قياصرة روما وأكاسرة فارس
سورة الروم
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
يعد ذلك جاء العباسين الذين استوعبوا هذه الترسبات التاريخية واستطاعوا بحكمتهم إن يقودوا حضارة امتدت مئات السنين ومن بعدهم ظهر في هذه الأمة حكماء من الايوبين والعثمانيون والغزنويون والمماليك وحسب ما يروى عن الرسول عليه الصلاة والسالم إن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه سأله من لنا بعدك قال إن الله خليفتي في كل واحد منكم
إن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يستخلف احد لهذه الأمة لعلمه انها ستبلغ ما طلعت عليه الشمس من الأرض لذلك ترك لكل شعب من هذه الأمة ام يستخلف من يشاء على أمورها وان العناية الالهية تحيط بالجميع
سورة الطلاق
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)
سورة الحشر
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
صدق الله العظيم
انتهى.....