إلى صديقي العربي في دولة الوجع العربي !!!
العالمُ تغيَّر ياصديقي ...
وكلماتُ الحب صارتْ مثل فورة البيبسي
حين نفتحُها لنحبَّ طعمها !!
اللونُ تغيَّر ياصديقي ...
والأقنعةُ تتساقطُ كما قطرات المطر على النَّافذة
الملأى بالغبار !!
لاشئ يغتسل بالمطر !!
لا أحد يغسلُه الماء الأبيض !!
لا أنت صرت تسألُ عني ...
ولا عاد يجذبك حديثي الحزين !!
وشكواي من حياتي !
وتذمري من ضياع المبادئ والقيم !!
الإنسانُ صار سياسة !!
والأطفالُ مذبح الساسة
والقطط ُتعيش سعيدة ...!!
والكلابُ أكثر وفاء من البشر !!!
والهديةُ صارتْ تذهبُ لمن نخافه ..لا لمنْ نُحبه!!
كل شئِ تغيَّر صديقي !!
إحداثياتُ الكذب غيَّرتْ لون الورد !!
يمكنك أنْ تشتري لي وردة سليكون كي يدومَ حبك في قلبي
فالقيمُ اليوم بالثمن وبمعايير الزمن !!
يمكنك أن تعطيني اليوم مبلغاً يسعدني ..ويمكنُك بعد ساعاتٍ
أنْ تتظاهر بأنَّك في أزمة !!!
لم يعدْ في الإمكان أنْ نصنع العرائس للصغيرات
ولم يعدْ في الإمكان أن نشتري هدية لطفل !!
و أين الأطفال ياصديقي ؟؟؟
شوارع حلب صامتة !
شوارع حمص ماتتْ !
شوارع درعا مصدومة !
شوارع دمشق تترقبُ الخوف !
ولابد و أنها لحقتْ بما حصل لشوارع العراق ـــ تلك النخلة الشامخة !!
لقد ماتتْ العرائس ياصديقي ،وصار الأطفالُ موسماً لصيد الطرائد !!
لم يعدْ يهتمُ الرئيسُ بأنْ يذهب للغابة ..
فقد سمعتُ أنه وفَّر المواصلات عليه وجاء للصيد بالمدينة !!!
و أين أجراس تلك الساعات التي كنا نسمعها
كل صباح ؟؟
لقد فرغتْ المنبهات من بطاريات الشحن !!
لقد نسيتْ أمي البوتاجاز مفتوحاً حين طرق عليها الباب
خرجتْ ولم تعدْ منذ فتحتْ ذاك الباب !!!
لم يكنْ في الحسبان أن تتغير عناوين الشوارع ياصديقي !!
فقد اتسع شارعنا !
ورأيتُ شخصاً ــ كنت أقابله عند المحطة ــ يسكن الآن قبالتي بأمتارٍ بعيدة !!
وعامل القمامة سمعتُ أنه مات شهيداً وفي يده أحد أكياس قمامته
و الفلافل التي كنا نشتريها من ذاك المطعم ...يُقال أن صاحبه فقد زبائنه
ومات والفزع على وجهه !!
وصاحب مشتل ذلك الورد الذي كان يبيعُ لي الياسمين ، لحبيبتي ،شاهدتُه يوم أمس
بين أكوام الورد ،وقد تبعثرتْ عناوين الحبيبات وتمزقتْ الباقات ..
فأين الحبيبات ياصديقي وقد أُطلقوا ورائهن قطعان الذئاب !!!!
حدثني ياصديقي أين أنت ؟؟
قالوا لي أنك صرت مثلي بلا وطن !!َ
أهديتها لأصدقاء لي بصفحتي بالفيس لمشاركتهم الألم بمعاناتهم
# د/ عزة رجب #