دمشق ...والعاصي
......
أعلق راياتي على فنجان قهوتك التي لم تشربيها
وتر تشابكت أغصانه مع ثر العيون
ذات حلم كنا هناك
نتربع على سفح ربيع
نستذكر أغنيات
غرناطة ما ماتت ..لكنهم جزوا ضفائرها
صلبوا وجهها على باردات الرخام
غرناطة عناقيد حب وانتماء
واشتهاء
مات كل المنتمين
جمعوا العاشقين في قفص ازدراء
....
ما كنه الحكايا؟
السماء لا تحزن ...لا تمطر كسفا بل شقاء
ونحن الراكضون اللاهثون خلف كناية التحرير
والغسق المدجج بالزوايا والمتاريس الملونة
هل الحرية جدث للعابرين فوق الصمت والصحراء
توابيت لم نشتاقها لكنها تأتي من موحشات الغدق
امسح ذاكرتك بدمعي
دمي المنساب على عروش الطمي
ملح
ترهات كل ما أحكي ..
الوطن موشى بالزواريب الكئيبة ..بالأكفان
الريش لم ينبت
لم ينبس بحرف
اللغة غواية ..احترقت بصمت العابثين
وعر طريق المجد
لكن أين دهاتنا والعابرون على صخب الموات؟
موشح آخر ..تذوب قضيتي على وجه اللجوء
تمّحي كل المآذن
تشنق كل الكنائس
لم يبق سوى الصليب بهتانا
تسمِّرنا عليه أيدينا وأيديكم
...
ما بال مصر ترقص على صفيح ساخن
لا تشعر بنار واحتراق
وبغداد على شخب النخيل
ترمق قترة الخوف
وتزدري اليوم من جاء معاتبا ومكابرا
ماالذي دهى دجلة ألا يرتمي في حضن تطوان
ليبكي..
لم تفطم على الذل حدباء المد ن
فلسطين تلتفع رداءات الخصام
نصفها يعلن البعث حصانا
وشطرها المعنى في الحصار
والبحث عن قدس جديدة
ما بال الشآم تنكر قاسيون
ودمع بردى يأبى الجفاف
نيرون أحرق روما مرة
وظلَّ يلاحقه الوجع
لعنات من آخر الأصقاع
وأنت أحرقت قلبي وكل مدائن التاريخ
وتظل الريح تعوي كالذئاب
تصفيق ..فأنت الفاتح الأعظم
....
تأتين موشحة بحزني ..والحزن بحر لا يضام
تشدين البرد إزارا لا رماد
أبكي بلا دمع ..تشنفني الحكايا..هو التجفاف يؤلمني
لا أشكو من شح ولا سح
فالياسمين من عيني دمشق مداد
أذكر بيارة الليمون ..تمد رأسها خجلا
بهتة ..يعلو الدخان
لا ماء يغسل وجهك
لا تمسح سر جمالك العنقاء
دمشق أيقونة العشق
تترنم على شفاهها حمص
تغار حلب تدمدم عشقها شغفا
ما كانت كل المدائن تمائما بلا وهج ولا روح
تتهافت على جرف الخديعة والخداع
لكنها تأبى اليباس على حرف وجيعتي..على شفتيك
لن يقترف العاصي قصيدة
لأنه العاصي عنيد سيجري في عروقي
بدل الدماء
لا يجحظ الأعراب لقافية اشتياقي
دمشق أعرفها موئلا للحب
تفتح أذرعها ..برَدا نحو السماء