صلاة للحالم بجنيّة البحر
آمال نوّار::.
19 نوفمبر 2005
(ثناء ونور
ما أكثرني في فم سنبلة أنا القليلة بين النوم والعتبة)
آيا أنتَ
يا نجمة بعيدة تغمسُ قلبَها
في ماءِ روحي
خُذني كما تُؤخذ البحيرات
في رشفةِ قلب،
كما شجرة تأخذُ شجرة
بشهوةٍ تخترقُ الريح،
كما مصباح سهر
يغرورقُ حزنكَ بزيتِه
خُذني
فأنا أرضٌ مذبوحة بشفرةِ أُفق
تفصلُ قُبلاتنا غُربة الزجاج.
يا أنتَ
يا روح الشجر في القُبلات
خُذْ رغبتي من حواسّ الحجر
يختلطُ فيها دمّ الشمس بدمّ السواد،
يا بكاءً تكدّسَ في نهديّ
من قبلِ أنْ يصيَر دمعتكَ
اعتصرْ قلبي من جوعِ قلبكَ
وبحري من فمِ النبع
وخُذْ جسداً يُشرقُ من عتمةِ جسدكَ
ولئن يرتعشُ خيطُ غبارٍ في ضوءِ ذاكرتِك
يكونُ بَرْدي دفأك
ورعشةُ الخيط رغبتي في الهواء.
يا أنتَ
يا روح الماء في الحزن
وجهي عذب فسيّله يصيرُ حنانَ جلدِكَ.
يا أنتَ
يا روح النار في الثلج
فمي فحمٌ
وأصابعي تهبُّ بلهفةِ النُعاس
اضرمْ بي غابات صمتكَ.
يا أنتَ
يا روح التراب في الظل
إرادتي صُداعُ الصخر
فتتني حجارةً في لمستكَ،
وذرْ أحاسيسي في تراتيل خُطاكَ.
يا أنتَ
يا روح الهواء في الغصن
أزرقٌ قانٍ دمّي
اغمدْ ريشاتكَ في فمي،
وحبّرني سماءً فوق مرآةِ نومكَ.
يا أنتَ
يا روح الحبّ في الغمام
صيّرْ الحُبّ من صلصال،
صيّره ورقة عاصفة على رصيف،
صيّره طيراً يجرحُ بريشه المنام،
صيّره صلاةً ترتفعُ منْ مزمارِ بحر،
لحظةً يفيضُ من كأسها دهر،
اجعلْه يحيا بثياب الغيم،
بجلدِه،
فأنا بمشاعري يتمزّقُ جلدي،
ومنْ كثافةِ روحي يُولدُ الألم.
******