البحر ليس كالبحر تماما
.........
سلمى... صوت من هديل الروح
أحزان دالية ..عشق مستباح
نسيم الليل يهذي
الفجر لا يأبه
يصرخني ...يلملمني شعثا
أزهار لوز تتفتق روحي..
أرتدي حلمي وبعضا من زيزفونك حمص
وأحزانا من بردى
نبض في مدائن الأرواح
إرم جاءت يوما تعاتب خاطري
إيبلا ..وتدمر
ما خرّب الاعداء خاصرتي
ما ضرني في الحِجر صراخ
تمرّ الريح ..تعبث بصرح قامتي
تبكي..تنكأ الجرح ..تعضّ أصابع قلبي
يكممني حمقها كما الدراق
وتمضي ..لا ألقِ بالا للطريقة أو للطريق
على غصن ذاكرتي ..يربض الوجع الأخير
رمان هذا الزمان بائس ما عاد يعصر الآهات
ولا الزيتون يشتم ّ عبقا من قمح الجزيرة
نعلقها على حبل الغسيل ...ترفض أن تجف
ذكريات يأكلها الصدأ المرّ ..
احتشاء يصيب الوقت ..تكرهنا الكلمات ...تمجّنا
تقذفنا بعيدا على شواطىء الهذيان
لا نخب إلا لبلادة عربية فالنخوة في متحف الرمل
لا ملح الا في برودة الجرح ..ولا التئام
تنزّ ذاكرة اشتياق
البحر ليس كالبحر تماما
يشبه شيئا يغص في الحلق ..يكويه
شوك ينبت في لهاث الشوق
والشمس ترحل في ازدراء
لا بحر إلا أنت ..وذاكرتي ..
روح متعبة
تحمل عكازة الوقت الزنيم
تخشى رحلة ...وطرقا يسلكها عبيد الوهم
سراب في حشايا كل مفترق
خبايا يعشش فيها كل أفاق أثيم
رمل ..يختبي في أعشاش نبض
يرفض أن يجيب
يرفض غمزنا حتى الدليل
قبرة ..زورق يغرق كشعاع شمسي
أرتجي الوقت ألا يدوم
تركلنا طواحين الهواء
لا بحر إلا أنت
ترقص اشلاؤنا على وسن ...أرجوحة تعلق باقي وشمها
وحمة كانت اشتهاء أم
لا بر الا الغامض الكحلي فيك
اتقمص وجه الصباح
يرفض
يجري كالسحب المشمرة عن زندها ..للرحيل
أسقط في قعر آنيتي ..وتسقط أنت في لجّة للموج
يلملنا الضباب
وأسراب من حكاياي القديمة
أبحث في أوراق بحرك
علّّي أجدد رحلتي
يسقطني الوقت من حسابات السفين
يرميني في قاع الأنين
لا بحر إلا ساعداك
ماذا وراء البحر
تقصر المرساة عني
وأغرق في كحل عينيك القديم
تقدمني الحكاية بحارا
ملّه البحر في ضجر
أرداه تحت سقف الشمس في وجع
تلقّاه الرمل ..سجّاه
أسدل عينيه
ألبسه كفنا من مالح الماء
..وتاه