رسالة البحر الأولى
.........
هنا
في ذات الشرق
سقطت كل الممالك
هنا اقتيدت زنوبيا عبر صحراء حزنها الكامد
هنا
في بادية الشآم
اختلط الدم بالرمل
فامتلأت الصحراء بالكباث
وكانت ألف زنوبيا
من هنا نبت على دمنا كل فرع للحياة
وكنت أنت الشاهد الاول
مثل بلقيس
وشجر الدر
وكليوبترا
كنت أنت الملحمة
من قبل ذي قار بآلاف الزهر
كنت الياسمين والخزامى
وعطر الرمل والصحراء
ورسالة البحر الاولى
من شواطىء انطاكيّة
وحتى طنجة أو عدن
أنت رحلتي الكبرى
وعصير أفكاري
ومهد الأرض
غيوم السماء
................
كوني هنا
الشاهد الأوحد
حيث يكتب البحرقصتنا
كما الرمل على شواطىء الأحزان
عيناك هنا
رأيتهما
هدبين مثل خمائل الليلك
زمردتين كنجمتين عالقتين في قوس السماء
قولي
أحبك
لتتكسر الأمواج عند ميناء العيون
قولي أحبك
كي تمطر الغيمات
وتمتلىء السنابل
فتوقدي التنور
لأجل كل الجائعين
ليزهر النخل
آلافا من القصائد الحرّى
يستسقي أحرفها
كل الظامئين